في معظم الأحوال يجد الناس الكنوز في باطن الأرض، لكن في المغرب الأمر يختلف، حيث تتساقط عليهم الكنوز من السماء، تتدر عليهم ملايين الدولارات، يراقبون باستمرار وإذا ما شاهدو شيء، يخرجون في جماعات للبحث عنه، فماذا يصطادو المغاربة هل طيور أو حيوانات برية، هذا ما سوف نعرفه في هذا التقرير:
في جميع أنحاء العالم إذا علم الناس أن هناك نيزكاً يتجه نحوهم، يصيبهم الخوف والرعب ويهربون بعيدا ويختبئون في الملاجئ، ولكن في المغرب يكون الأمر عكس ذلك تماما، حيث تجد الكثير من الأشخاص فوق أسطح المنازل لكي يحددوا مكان سقوط النيزك بدقة، حيث يعتبر هذا النيزك بمثابة الطريق إلى الثراء الفاحش، حيث يبلغ سعر الجرام الواحد منه 1000 دولار أمريكي.
ينتشر الكثير من الأشخاص في الصحراء المغربية، والذين يعرفون باسم “صيادي النيازك”، بحثا عن أحجار نيزكية تدر الملايين على من حالفه الحظ في العثور على قطعة من الحجر النفيس، وصيد النيازك مهنة لا يعرف عنها الكثير، لكنها أصبحت في السنوات الأخيرة حرفة لكثير من سكان الجنوب المغربي.
وتباع النيازك التي يتم العثور عليها في الصحراء المغربية بأسعار كبيرة جدا، حيث يصل سعر الجرام الواحد منها 1000 دولار، ويرجع سعرها المرتفع لندرتها وقيمتها العلمية، حيث يتهافت على شرائها وسطاء يبيعونها عبر الإنترنت على مواقع متخصصة، لتنتهي أحجار النيازك في مختبرات أوروبا والولايات المتحدة، حيث تخضع للتحليل والدراسة.
فوفقا إلى تقرير نشرته لوكالة الصحافة الفرنسية فإن قيمة هذه الأحجار، تكمن فيما تخزنه من أسرار حول تشكل النظام الشمسي قبل أربعة مليارات و500 مليون سنة، وظروف نشأة الأرض ومكوناتها الجيولوجية.
لكن السؤال هنا لماذا، تعد المغرب واحدة من أفضل الأماكن في العالم للبحث عن النيازك، والسر هنا في الصحراء المغربية الكبيرة، حيث تعتبر ظروف تلك الصحراء من أفضل الظروف للبحث عن النيازك، والمقصود هنا بالظروف، انعدام التلوث الذي يسمح للسماء بأن تكون صافية معظم أيام السنة، مما يتيح الرؤية بشكل واضح.
وقلة الصخور والغطاء النباتي وتحرك الرمال باستمرار، تتيح لصائدي النيازك رؤية باطن الأرض، فجميع تلك الأسباب جعلت من الصحراء المغربية أفضل الأماكن للبحث عن النيازك.
ويتطلب صيد النيازك الكثير من الصبر، ويعد أفضل وقتا لاصطياد النيازك هو في الصباح البارك أو في وقت متأخر بعد الظهر، عندما تكون الشمس منخفضة في السماء وتكون الظلال أكثر ظهورا.
وقد يقطع صائدو النيازك عشرات الكيلو مترات في الصحراء الشاسعة، حيث تستمر الرحلة أياما وفي بعض الأحيان قد تصل إلى أسابيع، فالأمر أشبه بالعثور على أبره في كومة قش.
فمهمة البحث عن النيازك مهمة شبه مستحيلة ومضنية، لكنها قادرة على أن تجعل صاحبها فاحش الثراء، فهذا السبب كفيل فإن يجعل الشعب المغربي يبحث لأشهر عن الهدية التي تسقط من السماء.
فمن وجهة نظرك هل تستحق أحجار النيازك كل هذا العناء؟