كواليس اجتماع مديرا استخبارات واشنطن وموسكو في تركيا

لم يكد يمر 24 ساعة على واقعة الهجوم المدوي الذي وقع في ميدان تقسيم بمدينة اسطنبول التركية، حتى تم القبض على المنفذة الرئيسية وهي سورية الجنسية، إلا أنه وتزامنا مع الحدث وعلى جانب آخر وفي مكان غير معلوم بتركيا كان هناك اجتماع سري ونادر جمع مديرا استخبارات واشنطن وموسكو.. فترى ما السبب؟ وهل له علاقة بما حدث في ميدان تقسيم وما علاقته بما يحدث على الأراضي الأوكرانية، وأيضا الأراضي السورية؟ تابعونا لنكشف لكم المزيد والمزيد…..

عقد مديرا الاستخبارات الأميركية والروسية اجتماعا نادرا، في تركيا، لكن من المرجح ألا يكون الاجتماع له علاقة من قريب أو بعيد بما حدث في ميدان تقسيم؟ لكن بالطبع لم يخلو الاجتماع من الحديث عن هذا الحدث الجلل الذي هز تركيا ككل.. خاصة أنه الأول من نوع ربما من 5 سنوات ماضية.. في أشارت أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني؟

فلماذا أقيم هذا الاجتماع السري؟ حسب مصادر متقاربة يأتي الاجتماع في أنقرة في لحظة فارقة في حرب روسيا على أوكرانيا بعد انسحاب القوات الروسية الأسبوع الماضي من مدينة خيرسون.

وجددت واشنطن خلال الاجتماع السري تحذيرها لموسكو من أي استخدام للسلاح النووي في حربها بأوكرانيا وأثارت ملف مواطنيها المحتجزين في روسيا.

ونقل وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والسفير الأميركي السابق في موسكو إلى نظيره الروسي سيرغي ناريشكين رسالة تحذر من “عواقب استخدام روسيا أسلحة نووية ومخاطر التصعيد على الاستقرار الاستراتيجي”، وفق ما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.

وشدد المصدر نفسه على أن بيرنز “لا يجري مفاوضات من أي نوع” ولا “يبحث تسوية للحرب في أوكرانيا”، مضيفا أنه تم إبلاغ الأوكرانيين مسبقا بالاجتماع.

كما ناقش المسؤول الكبير مع نظيره الروسي قضية المواطنين الأميركيين المعتقلين “ظلما” في روسيا، في إشارة خصوصا إلى بطلة كرة السلة بريتني غرينير والعسكري السابق بول ويلان.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، الاثنين: “نؤكد أن محادثات روسية أميركية تجري اليوم في أنقرة” مشددا على أنها جاءت “بمبادرة من الجانب الأميركي”. ورفض بيسكوف الإدلاء بأي تفاصيل بشأن فحوى المناقشات.

وأكدت الرئاسة التركية، من جهتها، أن “تركيا استضافت في وقت سابق اليوم لقاء بين مديري جهازي الاستخبارات الأميركية والروسية”.

وبالعودة إلى ما حدث في ميدان تقسيم.. كيف سيؤثر ذلك على، من المرجح أن يكون للهجوم الذي شهدته تركيا في قلب إسطنبول النابض بالحركة والحيوية، عواقب على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.. لا سيما السوريين الذين يعيشون داخل تركيا..

فالسوريون في تركيا لا ينقصهم، الا ما حدث في تقسيم، لتشتد الحملات ضدهم وهي الحملات التي يعيشونها أساسا، بسبب تراجع الوضع الاقتصادي في تركيا، وكأن الشعب السوري تنقصه مصيبة جديدة، تضاف إلى سجل النكبات التي تتنزل عليه، في سورية، ودول مختلفة في هذا العالم.

فمنذ سنوات، لم تهتز تركيا كما حدث يوم الأحد، كما أثار الهجوم مخاوف أمنية لدى الأتراك من جديد وأعاد صور أحداث عامي 2015 و2016 إلى أذهانهم، حيث وقعت سلسلة هجمات في تركيا في منتصف وأواخر عام 2015 ، أجرت تركيا انتخابات برلمانية مرتين، وفي عام 2016 كانت محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة. وإن وقوع هجوم آخر قبل سبعة أشهر من الانتخابات في الصيف القادم تثير قلق الأتراك.

فهل هذا يعني ان واقعة تقسيم سيتم توظيفها سياسيا، لاعتبارات داخلية، ترتبط بالصراع على السلطة في تركيا، وبالتالي سيدفع السوريين مجددا الثمن؟

Exit mobile version