كواليس استهداف الملحق الإداري المصري في شوارع الخرطوم!

تبذل البعثات الدبلوماسية لكل دول العالم جهود جبارة من أجل إجلاء رعايها من العاصمة السودانية وسط عملية عسكرية وفوضى مستمرة منذ نحو أكثر من أسبوع دون توقف، إلا أن عملية إجلاء الجاليات الأكبر حجما مثل الجالية المصرية تحتاج إلى عملية معقدة وجهود ضخمة وقد يسقط خلال هذه الجهود ضحايا يخلدون في ذاكرة الأوطان.. ماذا حدث لأعضاء السفارة المصرية في السودان؟

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، استهداف مساعد الملحق الإداري بسفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم، اليوم الإثنين مما تسبب في رحيله عن الحياة.

وأصدرت الخارجية المصرية، بيانا جاء فيه : تنعي وزارة الخارجية وأعضاؤها ببالغ الحزن والأسى شهيد الواجب السيد/ محمد الغراوي مساعد الملحق الإداري بسفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم، الذى استهدف اليوم الإثنين 24 إبريل الجارى خلال توجهه من منزله إلى مقر السفارة لمتابعة إجراءات الإجلاء الخاصة بالمواطنين المصريين فى السودان.

هذا، وإذ تحتسب وزارة الخارجية فقيدها الغالي عند الله عز وجل، ورمزاً للتضحية والفداء فى سبيل الوطن وحماية مصالحه العليا، لتؤكد أن البعثة المصرية فى السودان سوف تستمر فى تحمل مسئوليتها فى متابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين من السودان وتأمين عودتهم لأرض الوطن بسلام.

وكانت الخارجية المصرية نفت منذ قليل استهداف مساعد الملحق العسكري، كما تردد في أحد البيانات الصادرة عن أحد طرفي المواجهة العسكرية.

حيث نفى السفير المصري في الخرطوم هاني صلاح استهداف مساعد ملحق الدفاع المصرى فى السودان، كما تم تداوله عبر بيانات إعلامية.

وأصدرت السفارة المصرية، بيانا عاجلًا للرد على ما تناولته وكالات الأنباء، وجاء في البيان المصري: اتصالا بما تناولته بعض وسائل الاعلام بشأن استهداف مساعد الملحق العسكري المصري في الخرطوم، أكد السفير المصري في الخرطوم هاني صلاح، أن جميع أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بخير، بما في ذلك أعضاء مكتب الدفاع.

في الوقت ذاته، كشفت السفارة المصرية في بيان لها اليوم، أنه تم إجلاء 904 مواطنين مصريين من السودان حتى الآن، في اطار جهود الدولة لتنفيذ خطة إجلاء المواطنين المصريين.

وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، بأنه تم اليوم إجلاء 134 مواطناً مصرياً بالسودان عبر الإجلاء الجوي و334 مواطناً من خلال الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية، ليكون مجموع ما تم إجلائه حتى الآن 904.

هذا، وتستمر السفارة المصرية فى الخرطوم والقنصليات في الخرطوم وبورسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا في التنسيق مع المواطنين المصريين فى السودان لتأمين عملية إجلائهم تباعاً.

وبدأت الحكومة المصرية إجراءات إجلاء المواطنين من المناطق الآمنة بالسودان بالتنسيق مع السلطات السودانية.

وكان السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الدول التي لديها أعداد كبيرة من المواطنين تتجاوز العشرة اَلاف، مثل الحالة المصرية، تحتاج إلى عملية تخطيط مُحكمة وآمنة ومنظمة لضمان سلامة ودقة عملية الإجلاء، خاصة في ظل التصاعد الخطير في حجم المخاطر.

وفيما يتعلق بوضع البعثة الدبلوماسية، أوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن العقيدة وميثاق العمل الراسخين لدى الدبلوماسي المصري تفرض عليه أن يكون آخر من يغادر ميدان عمله بعد الاطمئنان على استكمال عملية إجلاء كل من يرغب من أعضاء الجالية في المغادرة.

وضرب “أبوزيد”، مثالاً على ذلك بما حدث مؤخراً في دول مثل ليبيا وأفغانستان وأوكرانيا، نجحت سفاراتنا في إتمام عمليات الإجلاء الآمن للجالية المصرية فيها.

ومنذ نحو أكثر من أسبوع، تدور مواجهات عسكرية قوية بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول عملية الدمج، وهي الخلافات التي أدت إلى تأجيل التوقيع على اتفاق نقل السلطة إلى المدنيين والذي كان مقرر له أول أبريل.

وتسببت هذه المواجهات العسكرية في أزمة إنسانية وأمنية كبيرة، على آثرها سقط المئات من الضحايا، كما هرعت سفارات العالم إلى إلى إجلاء رعاياها وبعثتها الدبلوماسية من السودان في ظل وضع أمني غير مستقر مع استمرار المواجهات العسكرية منذ أكثر من أسبوع دون توقف بين الجيش السوداني والدعم السريع.. فهل تنتهي هذه الأزمة قريبا؟

Exit mobile version