صورة هي الأبرز والأهم فى حفل افتتاح كأس العالم، مصافحة بدأت برعاية أمير قطر بعد قطيعة استمرت نحو 9 أعوام، ليكون الشاغل الرئيسي لوسائل الإعلام الحصول على تفاصيل اللقاء بين زعيمي أكبر قوى إقليمية بالشرق الأوسط.. فماذا دار بين السيسي وأردوغان فى ستاد البيت؟
كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كواليس مصافحته للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى في قطر، أمس الأحد، خلال فعاليات حفل افتتاج بطولة كأس العالم بقطر 2022.
ووصف أردوغان، لقائه بالرئيس المصري، بأنه خطوة أولى تم اتخاذها من أجل إطلاق مسار جديد بين البلدين، مؤكدًا أنه ستجرى تحركات أخرى تلي تلك الخطوة الأولى من أجل تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة.
وتابع الرئيس التركي أنه يريد أن تكون الاجتماعات مع مصر على مستوى أعلى، في سياق الاتجاه نحو تطبيع العلاقات.
وأضاف أردوغان في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة أثناء رحلة عودته من قطر بعد مشاركته في افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم: “أنا أنظر للأمر بهذا الشكل، لم يكن لقاء بين زعيمي مصر وتركيا، فالروابط القائمة في الماضي بين الشعبين التركي والمصري هامة جدا بالنسبة لنا، فما الذي يمنع من أن تكون كذلك مجددا، وقدمنا مؤشرات بهذا الاتجاه”.
وواصل الرئيس التركى قائلا : “آمل أن نمضي بالمرحلة التي بدأت بين وزرائنا إلى نقطة جيدة لاحقا عبر محادثات رفيعة المستوى”.
وأكد الرئيس التركي أن مطلب بلاده الوحيد من المصريين بالتوازي مع اللقاءات بين البلدين، أن يقولوا لمن يتخذ مواقف معادية ضد تركيا في منطقة المتوسط “نريد إرساء السلام في المنطقة”.
وقال: “إن لم يحدث شيء طارئ سنتخذ هذه الخطوة بخير إن شاء الله”.
وعلى الجانب المصري، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن السيسي تصافح مع نظيره التركي بالدوحة، حيث تم التاكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، كما تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين”.
وكانت مصر وتركيا قد عقدتا عدة جولات رسمية لأجل استئناف العلاقات بشكل طبيعي، والتى تدهورت منذ عام 2013، وسحبت كل من تركيا ومصر، في ذلك العام، سفيريهما، كما جمد البلدان علاقاتهما.
وسعت تركيا جاهدة في الشهور القليلة الماضية إلى إصلاح العلاقات مع مصر، وأرسلت وفدا إلى القاهرة لإجراء محادثات استكشافية لتطبيع العلاقات بين البلدين.
إلا أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أعلن فى أكتوبر الماضي عن توقف الجلسات الاستكشافية بين بلاده وتركيا، بعد انعقاد جولتين منها، ما يعكس وجود توترات جديدة بين الجانبين حول الملف الليبي، رغم ما أحرزاه من تقدم في تطبيع العلاقات على مدار عامين.
وبرر وزير الخارجية المصري، عدم استئناف مسار المباحثات مع تركيا بقوله إنه “لم تطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة، مشيرا إلى غضب مصر من التواجد العسكري التركي بليبيا.
حرص الرئيس التركى أردوغان على تطبيع العلاقات المصرية التركية، يواجه تحدى أكبر وهو أطماع أنقرة نفسها والخلافات مع الجانب المصرى حول العديد من الملفات الهامة، ولحل تلك الخلافات يجب أن يكون هناك نية حقيقية من الجانب التركى لمعالجة شواغل الدولة المصرية.. فهل يصدق أردوغان هذه المرة؟