«أضواء حمراء خافتة… أدخنة تتصاعد من أركان الغرفة… صوت ضحكات رنانة تجوب الأرجاء… ونساء في ملابس فاضة تكشف أكثر مما تستر»، تلك هي الصورة التي تأتي في الأذهان عند ذكر كلمة «شبكة دعارة».
تُعرف «الدعارة» وفقًا للمعاجم اللغوية وكتب الأثر على أنها فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي.
ومصطلح «الدعارة» أو «البغاء» له عدة تعاريف فالبعض يعتبر الدعارة ببساطة «بيع الخدمات الجنسية»، بدون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية والدعارة الطوعية. الدعارة ظاهرة قديمة ويربط البعض منشأ الدعارة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفقر.
بداية الدعارة في مصر
يعود تاريخ الدعارة في مصر إلى عهد الفراعنة، فكان الفراعنة أول من احترفوا الجنس مقابل المال، ففي هذا العصر كان الاهتمام بفحولة الرجل وقدرته الجنسية والمفاخرة به أمر ضروري.
وظهرت هذه النزعة بشكل واضح وجلي يل وصل إلى درجة المغالاة في أعمالهم الفنية خاصة بالأعمال الخاصة بحفلات النبلاء، اللي كانوا يبالغون فيها في الافتخار بفحولة الرجل ورسمهم لأوضاع جنسية مختلفة.
وبحسب البرديات التي عثر عليها أحد الفرق البحثية في منطقة سقارة، خصص الفراعنة غرفًا داخل المعابد لممارسة الجنس، وتم بالفعل العثور في منطقة سقارة على غرفة داخل المعبد كانت مخصصة لممارسة الجنس مقابل أجر مادي وكان اسمها غرفة الاله بس وهو إله الخصوبة عند المصريين القدماء، وتُعتبر تلك هي أول «شقة دعارة» عرفها المصريون.
نهج جديد
بعد مرور آلاف السنين، وتحديدًا في العصر العثماني تم تسجيل أول حالات للبغاء بشكل قانوني، ففي القرن السابع الميلادي جرى التسجيل في مقر «الصوباشي» أو رئيس الشرطة.
وبحسب المؤرخين، أبقى السلطان محمد علي على ضريبة البغاء بعض الوقت ثم ألغاها عام 1837 ثم بدأ البغاء في الخضوع للتسجيل والتنظيم منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت الدعارة والتي استمر العمل بها حتى ألغيت عام 1949، وبعدها بعامين اعتبرت كل أشكال البغاء غير قانونية.
وفي هذا الصدد كشفت وثائق عمرها أكثر من 120 عامًا حول صدور لائحة التفتيش على العاهرات عام 1885 والتزمت البغايا بمقتضاها بالتسجيل وإلا عوقبن.
العايقة والمقطورة
انقسم العمل في البغاء في هذه الفترة إلى قسمين، فكانت السيدات العاملات في هذا المجال كان يُطلق عليهن إما «العايقة» أو «المقطورة».
وبحسب المؤرخين والوثائق، فإن «العايقة» هي القوادة وهي المسؤولة عن إدارة الشبكة، وأما «المقطورة» فهي السيدة التي تمارس النشاط، وأمام اسم كل من بنات الهوى كان يكتب سنها وسكنها ورقم رخصتها وتاريخ الكشف الطبي عليها وغيرها.