مازالت أزمة سد النهضة عالقة في وحل المراوغات الإثيوبية الرافضة للوصل إلى حل مناسب لدولتي المصب من حيث إدارة وتشغيل السد، لتأتي العمليات العسكرية في السودان لتزيد الأمور غموضًا في وقت دقيق تسعى فيه أديس أبابا لبدء الملء الرابع مما يضع الأزمة على الحافة وسط محيط مضطرب.. كيف أثرت أزمة السودان على سد النهضة؟
يبدو أن أزمة سد النهضة لا تجد الطريق إلى الحل الذي ينهى أزمة تمثل عشرية سوداء لأحد أهم أزمات القارة، والتي تهدد حياة الملايين في مصر والسودان، لاسيما مع الأوضاع السيئة والمواجهات العسكرية في السودان والتي الخرطوم من الجلوس على مائدة التفاوض من الأساس.
وتعقدت جلسات المفاوضات المتوقفة منذ أشهر، مع اشتعال الأزمة السودانية، التي قضت على أي أمل في تجدد المفاوضات قريبا بين الدول الثلاثة
ومن جانبه أكد خبير المياه المصري الدكتور عباس شراقي، أن الظروف الحالية في السودان لا تصب إلا في صالح إثيوبيا، لافتًا إلى أنه من المفارقة أن قبل كل ملئ جديد تحدث أزمة بشكل غريب تمنع الأطراف الثلاثة من الجلوس من أجل التفاوض.
ولفت “شراقي”، إلى أن إثيوبيا تبذل كل جهودها من أجل استغلال الموقف، ومحاولة تسريع عملية الإنشاء بمنطقتي جانبي السد أو منطقة الوسط، وأن الأزمة الوحيدة التي تعيقها عن تنفيذ مخططها والإعلان عن الملء الرابع هي المشكلات الفنية التي تعانى منها في تشغيل التوربينات.
وأكد شراقي، أن توربينات سد النهضة متوقفة منذ نحو 50 يوما منذ 25 مارس حتى الآن، موضحا أن العمل مستمر في إنشاء الخرسانة المسلحة بالممر الأوسط للسد.
وكشف “شراقي”، أن توربينات السد متوقفة منذ فترات طويلة بشكل دائم مما يشير لوجود مشكلة فنية، لافتًا إلى أن قيام أديس أبابا بتفريغ المخزن خلف السد، دون استخدام المياه في توليد الكهرباء.
وذكر “شراقى” أن الأزمة الحالية فى السودان جذبت اهتمام العالم كله، وبالتالى لن يذكر أحد ضرورة العودة إلى طاولة التفاوض، قبل الملء الرابع الذى سيبدأ فعلياً الشهر الحالى.
وأكد الخبير المائى المصرى، أن بدء تساقط الأمطار سيزداد مع بداية مايو، ومعه سيزداد المخزن خلف سد النهضة، ليتزايد باستمرار حيث تتزايد تلك الكميات بالوصول إلى أشهر الأمطار الرئيسية بدءً من يوليو حتى أكتوبر.
ومن جانبه أكد الإعلامي المصري أحمد موسى، إن أديس أبابا تعمل على استغلال أزمة سد النهضة سياسيًا، وأن الهدف من بناء السد هو الضغط على مصر، مشيرًا إلى أن مفيض توشكى بمصر يوجد به مياه بشكل لم يحدث منذ 20 أو 30 سنة.
ويعمل منخفض توشكى أو مفيض توشكى على تصريف المياه الزائدة ببحيرة ناصر خلف السد العالي بهدف حمايته من الفيضانات العالية.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
ولطالما شددت مصر على الأيام والأسابيع الأخيرة على ضرورة الوصول إلى حل مرضي لكافة الأطراف في قضية سد النهضة، فهل يتسبب مراوغات إثيوبيا في ما لا يحمد عقباه؟