تزامنا مع الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية، والإنذارات الأمريكية إلى كوريا الشمالية التي حذرتها من مغبة تماديها في دعم ترسانتها العسكرية، شهد الجيش الكوري الشمالي تعديلات مفاجئة بأوامر أصدرها كيم جونج أون.
«لم يعد الوضع الجديد يحتمل رفاهية المماطلة أو الخطأ وأمامنا الآن أهداف استراتيجية جديدة».. بذلك التقييم انتهى تقرير مفصل بشأن الأهداف الاستراتيجية العليا لكوريا الشمالية خلال العام الجديد.
أهمية التقرير أنَّ القائم على إعداده كان الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونج» ذاته، والذي أعقب تقريره بقرارات هامة في سياق التحديات التي تواجهها بلاده على المدى القريب.
حمل التقرير عنوان «الوضع الجديد القابل للتحدي»، وتناول الحالة الراهنة في شبه الجزيرة الكورية في نطاق الوضع السياسي الدولي.
بعد أيام من صدور التقرير أصدر الزعيم الكوري الشمالي العديد من القرارات التي تضمنت تغييرا طال أكبر القادة العسكريين، وذلك بالتزامن مع الأوامر الصادرة من كيم بتطوير المقذوفات النوعية العابرة للقارات.
معروف عن الزعيم الكوري الشمالي أنه من الصعب أن يعطي ثقته إلى أي من المسؤولين مهما كان إخلاصهم إليه وهو الرجل الذي دأب على تنفيذ أحكام إنهاء الحياة بحق أي مسؤول يثبت تقصيره أو تسببه في خطأ يطال سمعة كوريا الشمالية.
التاريخ المهني والإخلاص والولاء السياسي المطلق كلها قيم هامة لكن الزعيم الكوري الشمالي يذهب في قراراته إلى أبعد من ذلك حيث يريد الرجل أبطالاً قادرين على مباشرة المهام النوعية والتحديات الجديدة في مواقع المسؤولية.
أمر الزعيم الكوري الشمالي بإجراء تعديل وزاري شمل كبار المسؤولين العسكريين، بما في ذلك استبدال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوري باللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية.
لم تقتصر التعديلات التي أجراها كيم على المسؤولين السياسيين بل شملت أيضا تعيين وزير دفاع جديد، كما قرر تعيين رئيس لهيئة الأركان العامة.
تقرر استبدال باك جونج تشون وتم انتخاب وزير الدفاع السابق ري يونج جيل أمينًا للجنة المركزية لحزب العمال كوريا، ولم تكشف كوريا الشمالية أسباب قرارات الزعيم أما جونج تشون فقد تمت ترقيته إلى رتبة مشير في الجيش الكوري الشمالي في أكتوبر الماضي بعد أن أصبح جنرالًا.
تقرر تعيين كانج سون نام وزيرا جديدا للدفاع، وقرر الزعيم الكوري الشمالي تعيين «باك سو إيل» وزير الضمان الاجتماعي، رئيسا لهيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري.، ليحل محل ري ثاي سوب، الذي تم تعيينه وزيراً للأمن العام.
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أن بيونج يانج أطلق تصريحا متزامنا مع قراراته الجديدة مفادها، أن بلاده أصبحت بحاجة إلى «قوة عسكرية ساحقة»؛ لحماية سيادتها العليا.
أتت التعديلات الأخيرة التي طالت قادة الجيش الكوري الشمالي في سياق التعديلات المفاجئة التي اعتادها الزعيم الكوري الشمالي خلال السنوات الأخيرة، في سبيل كسب مزيد من الولاءات الجديدة وإجراءات دعم الثقة في القيادات العسكرية.
الزعيم الكوري الشمالي يعتبر أن القوة النوعية التي تريدها بلاده تتزامن مع حاجتها إلى مزيد من التطوير للأسلحة التكتيكية «ذات الإنتاج الضخم»، حيث يريد كيم الوصول ببلاده إلى أضخم ترسانة عسكرية في تاريخها خلال العام الجديد.
وتعتزم بيونج يانج أيضا إطلاق أول قمر صناعي عسكري لها في أقرب وقت ممكن وهي حاليا في مرحلة التطوير، اتساقا مع مبدأ يرسيه الزعيم الكوري الشمالي مفاده أن «المواجهة الشاملة بالمواجهة الشاملة».
لم يعر كيم اهتماما إلى الإنذارات الأمريكية والتعاون العسكري في مجال التدريب بين الولايات المتحدة واليابان لكن معطيات التسلح الراهن تؤكد أن الرجل ماضٍ في تعزيز قدرات بلاده الدفاعية أياً كانت التداعيات الناجمة عن اعتراضات الخصوم.