احبسوا الأنفاس وانتظروا الأسوأ، تدحرجت كرة الثلج في شبه القارة الكورية لتصل إلى مستوى غير مسبوق من التضخم، فارتفعت مستوى الاستفزازات إلى درجة خرق اتفاق السلام بين الكوريتين.. ماذا فعلت كوريا الشمالية؟
في مفاجأة جديدة، أعلنت كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية أطلقت نحو 130 مقذوفًا تجاه “المناطق العازلة” في البحرين الشرقي والغربي من شبه الجزيرة الكورية، تزامنا مع مناورات بالذخيرة الحية تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية في منطقة حدودية.
وذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية -نقلا عن هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية- أن هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي رصدت إطلاق بيونج يانج حوالي 130 مقذوف في البحرين الشرقي والغربي، من مواقع في إقليم كانج وون وإقليم هوانجهيه الجنوبي.
وردا على ذلك، قام الجيش الكوري الجنوبي بعدة اتصالات تحذيرية تدعو كوريا الشمالية إلى وقف استفزازاتها على الفور. وأوضح أن إطلاق المقذوفات يمثل خرقًا للاتفاق العسكري الموقع في عام 2018.
وذكرت الهيئة أن “الجيش الكوري الجنوبي سيحتفظ بوضع الاستعداد الحازم لحالة الطوارئ مع تتبع ومراقبة تحركات كوريا الشمالية ذات الصلة في ظل التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة”.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أطلقت كوريا الشمالية مقذوفًا باليستيا عابرا للقارات و5 مقذوفات باليستية قصيرة المدى في نفس اليوم، ردا على التدريبات الجوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
حيث تجري كوريا الشمالية الاختبارات النووية بوتيرة غير مسبوقة هذا العام، إذ أطلقت أكثر من 50 مقذوفا باليستيا. ويعتقد الحلفاء الثلاثة بأن كوريا الشمالية يمكن أن تكون على وشك استئناف اختبار المقذوفات النووية لأول مرة منذ عام 2017.
وحذرت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، من أن تجربة نووية كورية شمالية ستستدعي “ردا قويا غير مسبوق”، وتعهدت برص الصفوف بعد عدد من التجارب التي أجرتها الدولة المنعزلة.
حيث تسبب التجارب النووية لكوريا الشمالية قلق بلغ للولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان، لاسيما مع التهديدات المستمرة من الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بضربات نووية تؤدي إلى “إغراق اليابان”، وتحويل الولايات المتحدة إلى “رماد وظلام”.
وصعدت الولايات المتحدة من توجدها العسكرى فى بحر اليابان، حيث أجرت أجرت حاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريجان والسفن المصاحبة لها تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الكورية الجنوبية خلال الأسابيع الماضية، ردا على اختبار كوريا الشمالية مقذوفا باليستيا فيما كان أول تدريب من نوعه يتضمن حاملة طائرات أمريكية منذ عام 2017.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، حاول إقناع نظيره الصيني شي جين بينج بالتدخل لدى كوريا الشمالية حتى تتخلى عن إجراء تجربة نووية.
تُعد علاقات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من العلاقات الدولية الوثيقة منذ 1950، عندما ساعدت الولايات المتحدة في إنشاء دولة كوريا الجنوبية الحديثة وقاتلت إلى جانبها بدعم من الأمم المتحدة في المواجهة الكورية “1950 – 1953”.
وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية، في المواجهات الكورية بسبب بسبب الرغبة في منع تأثير نظرية “الدومينو”، حيث كان الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان قلقًا من أنه إذا سقطت كوريا، فإن الدولة التالية التي ستسقط ستكون اليابان، والتي كانت مهمة جدًا للتجارة الأمريكية، بالإضافة إلى احتواء الشيوعية.
ويعتقد الكثير من المراقبين، أن أمريكا مازالت مستمرة في دعم كوريا حتى الآن، بسبب التزامهم بـعقيدة ترومان، لقد وعدوا بمساعدة البلدان التي كانت الشيوعية مهددة لهم، وعلى الرغم من انحسار مد الاتحاد السوفيتى إلا أن الصين مازالت الطرف الأقوى في المعادلة.
في الوقت ذاته شددت كوريا الشمالية في سبتمبر الماضي أن وضعها بوصفها “قوة نووية” أمرًا “لا رجوع فيه”.
تواصل كوريا الشمالية، اتهام الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بالتخطيط للسيطرة على أرضها وتزعم أن تجاربها النووية وعملية اطلاق المقذوفات ما هي إلا خطوات رادعة.. فهل يكون اختراق المعاهدة بداية لمواجهة نووية؟