زلزال تركيا جرس إنذار لزلزال كبير قادم فهل تواجه مصر والسودان نفس المصير؟

يقع سد النهضة الإثيوبي في دائرة الخطر لوجوده بأكثر المناطق الأفريقية تعرضاً للزلزال والبراكين مما قد ينتج عنه آثار مدمرة على مصر والسودان إذا إنهار كما يؤكد الخبراء.. فهل تلقى مصر والسودان ذات المصير الذي حل بتركيا بسبب الزلزال المدمر منذ أيام؟

حالة من الترقب حول مصير سد النهضة بعد وقوع كارثة زلزال تركيا، خاصة بعد تحذيرات العديد من الخبراء الذي يتوقعوا انهيار السد النهضة في أي لحظة مهددا دول المصب ( مصر والسودان )خاصة أن السد يقع في منطقة الاخدود الافريقي.

والتي يمتد من شمال سوريا إلى وسط موزمبيق في شرق أفريقيا على طول 6400 كيلومتر تقريبًا، حيث تأثرت التضاريس التي يمر خلالها الاخدود بعد زلزال تركيا وسوريا من وقوع انهيارات أرضية وتصدعات بالجبال والبحيرات التي يمر خلالها الاخدود ومنها بخيرة فكتوريا اهم البحيرات العذبة التي يتدفق منها المياة العذبة الي نهرة النيل .

حيث حذر خبير المياه المصري عباس شراقي من خطر كبير يهدد سد النهضة، عقب وقوع زلزال تركيا خاصة انه سبق ذلك وقوع زلزالين شمالي إثيوبيا وشرق جيبوتي في 26 يناير 2022، بقوة 4.6 ريختر على عمق 10 كم، وعلى بعد حوالى 500 كم من سد النهضة الاثيوبي، ويقع مركز الزلزال في منطقة الأخدود الأفريقي

وتابع: كما ضرب زلزال آخر أقوى قليلا 4.8 على عمق 10 كم أيضا ساحل جيبوتي في نفس نطاق الأخدود الأفريقي العظيم

وفي 26 ديسمبر 2022 حدث زلزالان بشدة 5.5، 4.6 ريختر شمالي إثيوبيا على الحدود مع إرتريا في نهاية مثلث عفار بالأخدود الأفريقي في إثيوبيا، حيث أن منطقة الأخدود الأفريقي هي أكثر المناطق الأفريقية تعرضا للزلازل والبراكين بسبب الفالق الكبير وهو أكبر فالق على اليابس في الكرة الأرض، وتشكل الدوائر البيضاء في الخريطة المرفقة مراكز لزلازل خلال المائة عام السابقة، قطر الدائرة يمثل قوة الزلزال على مقياس ريختر

ووفقا له “من المتوقع أن تؤثر مثل هذه الزلازل في المستقبل على سد النهضة خاصة عندما تملء البحيرة، حيث أن المياه تشكل وزنا إضافيا على سطح الأرض، والخطر الأكبر من سد النهضة ليس في التخزينات المتعددة بقدر خطر سعته التخزينية الضخمة بحوالي 74 مليار متر مكعب في بيئة غير مستقرة جيولوجيا ومناخيا، التأثير مدمر على السودان وربما مصر في حالة الانهيار.

من ناخية أخري حذّر أستاذ هندسة المعادن والبيئة والباحث البيئي أحمد ملاعبة مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية، من الخطر الكبير الذي يمثله سد النهضة الأثيوبي.

وأوضح في تصريحات صحفية أن سد النهضة يمثل خطرا كبيرا على زيادة نشاط الزلزال في المنطقة والتأثير على الدول المجاورة لإثيوبيا مثل السودان ومصر.

وأضاف الدكتور أحمد الملاعبة  على أهمية وقف مشروع سد النهضة الإثيوبي، خاصة وأنه يمثل تهديدا على أثيوبيا والدول المجاورة بسبب النشاط الزلزالي، حيث أن حجم خزان السد الكبير، يؤدي إلى ترشيح المياه والتأثير على التربة والقشرة الأرضية وحتى على الأرض بالكامل وهو مايعد السبب الرئيسي في حدوث الزلزال.

وأشار الخبير الأردني إلى أن الماء يترشح أسفل السد، ويحدث تمدد للخزان مقداره 9% من حجم المياه المخزنة، وهي زيادة كبيرة للغاية، مشددا على أن هناك ألفي سد تعرضوا للانهيار خلال 20 عاما، من بينهم 200 سد رئيسي على مستوى العالم.

وأوضح أن السبب في ملء أثيوبيا لبحيرة السد بشكل تدريجي الهدف منه عدم حدوث أي تأثير مفاجئ على التربة، حيث أنه في حال حدث ملء سريع فسيحدث زلزال مفاجئ يؤدي لانهيار السد.

وأشار إلى أن هناك العديد من الزلازل الخفيفة التي شهدتها مصر والسودان مؤخرا.

وأكد الخبير الأردني على أن سد النهضة يمثل خطرا على النمو الاقتصادي للدول المجاورة، وفي مقدمتها مصر، لأنه وفقا للتغيرات المناخية فأن مصر ستصبح من الدول الفقيرة مائيا، والأمر قد يؤدي إلى حدوث مجاعة في مصر.

وأوضح أن الاتفاقيات الدولية والحدودية المائية محددة ولا يجوز التلاعب بها وفقا لقوانين الأمم المتحدة.

وكان الدكتور أحمد الملاعبة، قد كشف أن السدود التي قامت تركيا بتشييدها على حساب سوريا، لها دور جيولوجي في الزلزال الكبير الذي ضرب سوريا وتركيا.

ويمتد الأخدود  الأفريقي بسلسلة من حوالي ثلاثين بحيرة، من ضمنها أكبر ثلاث بحيرات في قارة إفريقيا، والمشهورة بالبحيرات الكبرى منها، بحيرة تنجانيقا المعروفة بكونها ثانياً أعمق بحيرة في العالم، وبحيرة فيكتوريا التي يتغذ منها سد النهضة والتي تم تصنيفها كثاني أكبر مصدر للمياه العذبة

وتكون الأخدود الإفريقي العظيم بسبب حركة أفقية لصفيحتين تكتونيتين من الصفائح الأرضية المكونة للقشرة الخارجية للكوكب الأرض.

Exit mobile version