يبدو أن لعنة التصريحات الأمريكية ضد السعودية بعد قرار أوبك + أصابت النظام الأمريكى، فما بين اتهامات بتوجيه الانتخابات وزعزعة العلاقات مع الحلفاء، يواجه الرئيس الأمريكى أزمة داخلية قد تطيح بأغلبية حزبه فى الكونجرس.. ماذا حدث فى واشنطن؟
يعيش النظام الأمريكى أيامًا صعبة، من حيث الوضع الداخلى بسبب انخفاض شعبية الرئيس جو بايدن إلى أدنى مستوياتها مع ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الطاقة، قبل أيام من انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، إلا أن توعده للسعودية بسبب قرارات أوبك + كان لها رد فعل كبير في واشنطن.
فاتهم الجمهوريون إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بزعزعة العلاقات مع دول الخليج على خلفية تصريحاته والديمقراطيين عن «مراجعة العلاقة» مع السعودية بسبب قرار «أوبك بلس» خفض إنتاج النفط.
ووضع “بايدن”، حزبه الديمقراطى فى مرمى سهام الجمهوريين، بعد تسريب طلبه من السعودية تأجيل قرار خفض إنتاج أوبك + للنفط لمدة شهر حتى انتهاء انتخابات التجديد النصفى الكونجرس نوفمبر المقبل، ووصف طلبه بأنه محاولة للتأثير على نتيجة الانتخابات.
وأشار السيناتور الجمهوري توم كوتون إلى أن بايدن طلب من السعودية الانتظار إلى ما بعد الانتخابات النصفية لخفض إنتاج النفط وليس منع الخفض، مضيفا: الديمقراطيون سيبذلون قصارى جهدهم لمنع أسعار النفط من الارتفاع قبل الانتخابات.. بايدن لم يسأل السعودية عدم خفض الإنتاج، بل طلب منها الانتظار لشهر حتى تنتهي الانتخابات النصفية.
أما السيناتور الجمهورية جوني إرنست، فوجهت انتقادات لاذعة للإدارة بسبب إلغاء البيت الأبيض مشاركته في الاجتماع الأمني مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان مقرراً الاثنين المقبل لمناقشة التعاون الجوي والدفاعي مع دول المنطقة.
وجاءت هذه المواقف الجمهورية، فيما تواصلت الحملة الديمقراطية ضد قرار «أوبك بلس» خفض الإنتاج.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الإدارة حاولت إقناع المملكة بتأجيل قرار خفض الإنتاج حتى الاجتماع المقبل لـ«أوبك بلس»، أي بعد الانتخابات النصفية للكونجرس التي يتخوف الديمقراطيون من تأثير ارتفاع أسعار النفط على فرصهم فيها، وأنه يمكنهم بسهولة الانتظار حتى اجتماع أوبك المقبل ليروا كيف تسير الأمور.
فيما أكدت وزارة الخارجية السعودية رفضها محاولة تصوير قرار أوبك بلس خارج إطاره الاقتصادي البحت، مشددة على أنه قرار اتخذ بالإجماع من كافة دول المجموعة.
ودخل الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أنه يوجد لديه خطط لخفض التضخم إذا نجح الحزب الجمهورى بانتخابات التجديد النصفى للكونجرس في نوفمبر المقبل، والتي يُعاد فيها انتخاب أعضاء مجلس النواب جميعاً البالغ عددهم 435عضواً، مُقابل ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعداً من أصل 100، ولا يحتاج الجمهوريون إلا إلى الفوز ب 6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، وبمقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ، ليحظوا بالأغلبية الحزبية داخل الكونجرس، وبالتالى يخسر حزب الرئيس الأمريكى أغلبيته.
ليرد عليه الرئيس الأمريكى جو بايدن، بأن التضخم سيزداد سوءا إذا فاز الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي، وتمكنوا من السيطرة على الكونجرس.
يبدو أن انتخابات الكونجرس المقبلة ستكون حاسمة فى مستقبل الحزب الديمقراطى فى الحكم، لاسيما مع الاستياء الكبير من ارتفاع مستوى التضخم وزيادة أسعار الطاقة مما أثر بالسلب على المواطن الأمريكى.