قبل شهور قليلة، فوجئ العالم بقفزة سكانية كبيرة لهذه الدولة فقد تخطت كل التوقعات وأصبحت صاحبة أكبر عدد من السكان في العالم وقبل أيام قليلة أيضا ، فوجئ العالم بأوراق رسمية يتم فيها تغيير اسم تلك الدولة لتصبح اسما ربما يكون مرتبطا بالطبخ في الثقافة العربية لكنه بالنسبة لتلك الدولة وغالبية سكانها يرتبط بالثقافة الأم الكبرى والأسرار المقدسة والصيحة التي أطلقها موحد الدولة وبقيت خالدة في عمق كتب التاريخ فما الذي حدث .. وكيف تحولت تلك الدولة إلى ” بهارات ” ؟
إنها «بهارات» لكنها ليست تلك المستخدمة في طعام الإنس ومأكولاتهم لكنها المعنى المقدس في تلك الكتب العتيقة التي سيطرت عليها عوامل الزمن، فأصبح الاقتراب منها يستدعي الحذر الشديد فأي تسرع أو استعمال للقوة في التعامل مع هذه
المخطوطات العتيقة الصفراء سيكون له عواقب لن يتم غفرانها أو العفو عن مرتبكها..
وحي الكتب القديمة
في قلب هذه الكتب التي تفوح منها رائحة التاريخ وعبق الماضي عثر هذا الشعب على اللفظ المملوك للأم المقدسة .. وهو لفظ «بهارات» المرتبط باسم تلك الدولة التي لا يعترف مؤسسوها باسم سواه.
وبموجب ذلك الاسم الذي ظهرت أوراق رسمية لازمت التوقيع الممهور باسم رئيس البلاد في دعوات رسمية لفاعلية كبرى
سيحمل ذلك البلد الأسيوي الاسم الجديد بهارات وسيكون على مليار فاصل أربعة من عشرة إنسان بدء الإجراءات الرسمية لتغيير هوياتهم للسفر والتنقل والتعامل مع دول العالم وحال تأخروا عن ذلك فلن يتم الاعتراف بوجودهم من الأساس
لأن القرار الصادر بتغيير الهوية سيكون صادرا من دولتهم ذاتها.
الوثيقة الرسمية
ولكن السؤال .. ما الذي ادعى تلك الدولة إلى تغيير اسمها؟الوثيقة التي أثبتت عزيمة تلك الدولة على تغيير اسمها
كانت ممهورة بتوقيع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حينما وجه خطابا إلى قادة دول كان عبارة عن دعوة لحضور إحدى الفعاليات الرسمية.
وقد كتب الرجل معرفا نفسه على أنه خطاب وارد من دولة بهارات، إذا كان من حق الهند أن تتخذ ذلك الإجراء على الرغم
مما يسببه من حالة جدل داخل البلاد .. فما هي دوافع هذه الدولة لاتخاذ تلك الخطوة في ذلك التوقيت؟
مواجهة سلبية بأسلوب سلمي
خضعت الهند لسيطرة الراج أو الحكم البريطاني تسعة وثمانين عاما تأثر خلالها ذلك البلد بالثقافة الإنجليزية حتى ظهر صاحب الروح العظيمة المهاتما غاندي الذي لجأ إلى أسلوب المواجهة السلبية بمقاطعة كل ما هو بريطاني والرد بأسلوب سلمي
ونشر مبادءه في ربوع البلاد كافة.
وتحرك الشعب الهندي كافة يطالب بحقوقه .. حتى اضطرت بريطانيا إلى استقبال غاندي وإقرار حق الهند بعد أن وافق
التاج البريطاني على مطالب ذلك الشعب في أن يكون قراره ومصيره بيده .
بلد يتغير بشعبه
رحلت بريطانيا عن الهند ولا زال الشعب الهندي ، عازما على التخلص من جميع إرثها الذي تركته من أسماء المعالم الحضارية والمباني بل إن رغبة الشعب الهندي وصلت إلى رغبته في تغيير اسم البلد ذاته باعتبار أنه اسم مرتبط بفترة سيطرة المملكة المتحدة عليه، فالبريطانيون هم من أشاعوا وكرسوا اسم ” الهند ” لهذا الإلقيم لسهولة نطقه.
لذلك جاءت الرغبة في أن يكون اسم الدولة بهارات. وهو الاسم الأصلي المعروفة به الهند والمكتوب في الوثائق الرسمية وجوازات السفر ، وحتى في الدستور مكتوب أن الهند هي بهارات، وحتى الطائرة الرئاسية التي تنقل الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء مكتوب عليها ” بهارات ” ، ولكن تم تكريس اسم الهند من قبل القوى الغربية أثناء تواجد بريطانيا في الهند لمدة 89 عاما تقريبا حتى حصولها على حق تقرير المصير على يد مناضلين كبار على رأسهم المهاتما غاندي الذي أصبح رمزا عالميا للمقاومة السلمية.
أصل تسمية بهارات
ومن المعروف في الثقافة الهندية أن الدولة تكونت من مجموعة ولايات بعد الصرخة الشهيرة للقائد مهراج بهارات التي على إثرها توحدت ولايات ما حول نهر السند وأطلقوا على الدولة بهارات تيمنا باسم هذا القائد .
ثم جاء الفرس واطلقوا عليها لفظ الهند نسبة إلى كلمة قديمة تشير إلى سكان الأراضي حول نهر السند .وقد طالب مزارع هندي البرلمان بتغيير اسم الدولة من الهند إلى بهارات اسها الأصلي أو هندوستان، ومن المقرر مناقشة هذا الأمر في البرلمان خلال أيام قليلة حتى 22 سبتمبر .