تبدو جميع الأخبار المرتبطة بالفلك والفضاء مادة ثرية للمتابعين في دول العالم كافة.. تلك الأخبار التي كان آخرها المشهد المريب في سماء تركيا وظهور تساؤلات إلى وجهة تلك التشكيلات التي ظهرت فجأة وبقى السؤال إلى أي دولة تتجه وما مدى الاستعداد لمواجهتها حال كان ظهورها مقترنا بأخطار.
ما بين عشية وضحاها تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى خبراء يحللون ويضعون نظريات ويصدرون أحكاما من دون دراسة أو تثبت من معلومات صادرة من جهات رسمية موثوقة تكون اهلا لتقييم ما يستجد من ظواهر وأحداث.
ربما يكون لأصحاب التحليلات المتباينة بشأن التشكيلات التي ظهرت في سماء تركيا الحق في القلق لكنهم – وفق الخبراء المعنيين – ليس لهم الحق في تبني نظريات وتحليلات هي في جوهرها أقرب إلى أفلام الخيال العلمي منها إلى الحقائق العلمية الثابتة.
المشهد الذي لفت انتباه الأتراك وجميع سكان دول المنطقة كان بالفعل مجرد «شبيه الأطباق الطائرة»، وتبين أن له أساس علميا نشره معنيون بمجال الأرصاد في وقت لاحق.
كان السبب الرئيس لاهتمام المتابعين ذلك اللون الذهبي الذي ظهر عليه «شبيه الطبق الطائر»، فضلا عن تكوينه الأغرب الذي أظهره لغير المتخصصين على أنه كائن فضائي غريب التكوين.
انبرى عشاق الكتابة يحللون مشهد «شبيه الطبق الطائر» وذهبوا إلى أبعد من الغرائب بأن اعتبروه «تمهيدا لنهاية العالم» دون أن يراعوا النتائج المترتبة على تأويلاتهم التي كانت العلاقة بينها وبين العلم هي ذات المسافة بين السماء والأرض.
تبين بعد ذلك أن ما ظهر كان ما يسمى بين خبراء الأرصاد بـ «السحابة العدسية»، التي تبدأ التشكل حينما يكون الهواء يواجه عوائق كبيرة أمام حركته الطبيعية مثل الجبال أو التلال.
تلك العوائق التي تؤدي إلى تعطيل حركة الهواء بشكل ملحوظ فيتصاعد الهواء على هيئة دوامات أشبه بحركة الأطباق الطائرة في السماء.. وفي رحلة تصاعده قد يصطدم بأجواء باردة فتظهر تلك التشكيلات على هيئة أطباق طائرة أو كما يقول غير المختصين «كائنات فضائية ذهبية اللون».
ما أن ظهرت السحابة الدائرية عند شروق الشمس وظهر بها ثقب كبير في المنتصف، حتى استمرت 60 دقيقة كاملة في أجواء مدينة بورصة. لم يتوقف سكان المنطقة خلال تلك الساعة عن متابعتها وتصويرها بهواتفهم المحمولة وبكاميراتهم ومن بعدها بدأوا نشر ما وثقوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لا تعد تلك الواقعة الأولى من نوعها التي يتم تفسير ظهورها على أنها كائنات فضائية أوأطباق طائرة ولطالما تسببت قلة الوعي وضعف الثقافة بمثل تلك الظواهر الجوية في ظهور تأويلات بناها مصوروها على اجتهادات شخصية كانت بحاجة إلى القراءة والتثقيف قبل الترويج لها.