بعد استهداف مطار دمشق في يونيو الماضي وتوقف الرحلات منه وإليه، لم يكن أمام السوريين سوى منفذ واحد صار هو طوق النجاة الوحيد لخروجهم من البلاد، مطار حلب.
وبعد استهداف الأخير، أسئلة كثيرة تطرح نفسها، لماذا الآن؟ وماذا بعد مطار حلب؟ ثم هل كان الأمر مجرد ملاحقة لطائرة مارقة؟ أم هو تكبيل لقدرة سوريا الجوية؟
مسلسل التعديات على السيادة السورية لم ينتهي طوال العقد الماضي، لكنه أخذ موقفا محوريا في الآونة الأخيرة. فبعد أول استهداف لمطار دمشق في يونيو الماضي مما أدى إلى تعطيل الرحلات الجوية منه وإليه، كانت هذه هي السابقة الأولى التي يتم فيها استهداف مطار مدني سوري من الخارج، في اعتداء واضح على السيادة الجوية السورية.
لكن وفي مطلع الأسبوع الماضي بدا أن تلك التدخلات لم ولن تتوقف، فقد شهدت محافظتي حلب ودمشق، ليلة الأربعاء الماضي، ضربات استهدفت مطار حلب الدولي، ومواقع عسكرية ملاصقة له.
بعد استهداف مطار دمشق في يونيو الماضي، صار مطار حلب هو البديل الأول بالنسبة للسوريين في حال إذا ما أرادوا التنقل خارج البلاد.
وعلى الرغم من مشقة السفر بين دمشق وحلب والرحلة المضنية التي تستمر أكثر من 5 ساعات متواصلة، إلا أن البديل كان حينها موجودا.
وعلى الرغم من استطاعة هيئة الموانئ ترميم مطار دمشق في غضون أسبوعين فقط، فأهمية مطار حلب صارت مضاعفة إذ أنه كان المنفذ الوحيد للسوريين الذين يرغبون في الخروج خارج البلاد.
حتى الآن لم يخرج مطار دمشق عن الخدمة، لكن السؤال المطروح ماذا لو تم استهداف مطاري دمشق وحلب معا؟
ستكون الخيارات محدودة لراغبي السفر من وإلى سوريا في هذه الحالة، بعد المسافرين يمكنهم السفر عبر مطار الملكة علياء في الأردن، بشرط الحصول على الموافقات الأمنية.
لكن في المقابل، تبقى بيروت هي الخيار المفضل للسوريين؛ لقربها وقلة التقييدات منها وإليها، فإنه يمكن الوصول إلى مطار بيروت خلال ساعتين فقط بعد الانطلاق من دمشق.
كما أن أسعار تذاكر الطيران من بيروت أقل من نظيرتها بعمان بنسبة 50%.
ولحسن الحظ أن مطار حلب استطاع العودة للعمل بشكل جزئي بعد عمليات ترقيع فورية للمدرج المُستهدف. وأتت تلك الإصلاحات أسرع بكثير من نظيرتها في مطار دمشق، والذي خرج عن الخدمة لأسابيع بعد الاستهداف.
فلماذا إذا تكرر الهجوم؟
الروايات التي تذكر سبب الهجوم متضاربة إلى حد كبير، إذ ذكرت وكالة «تسنيم» عن مصادر ميدانية أنه قبيل الساعة الثامنة من ليل الأربعاء هبطت طائرة في مطار حلب الدولي، وتم استهداف المطار بعد هبوطها بعشر دقائق على الفور.
وفور انتهاء الهجوم، استطاعت الطائرة الإقلاع مرة أخرى إلى مطار دمشق، ليتحول الهجوم إلى مطار دمشق مرة أخرى، وهذا دليل أن مطار حلب لم يكن هو المستهدف الأول من العملية الأخيرة وإنما تلك الطائرة المجهولة.
لكن هناك تحليلات أخرى خرجت بأن الأمر لا يعدو مجرد مطاردة عابرة لطائرة مارقة، حيث سبق ذلك استهداف لمواقع في مناطق بريق حماة الغربي وأخرى في الساحل السوري.
ومن اللافت أن الهجوم الأخير أتى بعد تقرير تم تسريبه نشرته شركة استخبارات فضائية، وثقت من خلاله إقدام موسكو على تفكيك ونقل بطاريات “إس-300″، من سوريا إلى أراضيها.
وفي النهاية هل سيتكرر الاستهداف على الأراضي السورية مرة أخرى قريبا، أم أن تلك التعديات المستمرة ستكتب لها نهاية قريبة؟