فارت الحمم وارتفع الدخان ليخفى عين الشمس في السماء، وهرب الآلاف بحثا عن النجاة بحياتهم من شلالات النار المتدفقة في واحدة من أخطر البقاع على وجه الأرض حيث تستعر حلقة النار وتهتز الأرض.. ماذا حدث في الفلبين بعد فوران بركان جبل مايون؟
أعلنت حكومة محافظة “ألباى” شرقى الفلبين حالة الطوارئ، بعد يوم من إطلاق العلماء التحذيرات بشأن بركان مايون النشط.
وأكدت السلطات الفلبينية، أنها لاحظت 3 فيضانات سريعة الحركة من الرماد البركاني والصخور والغازات، والمعروف بـ ” تيارات كثافة الحمم البركانية ” على منحدرات جبل مايون، ما دعا إلى ترتيب البركان في مستوى الإنذار الثالث والذي يعني “وجود ميول متزايدة تجاه ثوران بركاني خطر”.
وقال علماء حكوميون، إن ثوران البركان قد يستمر لعدة أشهر، فيما ذكر المعهد الفلبيني لعلم البراكين والزلازل إن الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم ينحدرون من 22 قرية حول بركان مايون في إقليم “ألباي” شرق الفلبين، والذي يقذف حمما بركانية نارية.
وسارع آلاف الأشخاص في الفلبين ممن يعيشون بالقرب من منطقة بركان “جبل مايون” إلى مراكز الإيواء، حيث حذر المسئولون، من المخاطر الناجمة عن الرماد والغازات المنبعثة من فوهة البركان، جراء فورانه، حيث تساقطت الحمم على جوانبه واندفعت في الهواء.
ونقلت قناة “تشانيل نيوز آشيا” عن باحثي علم الزلازل قولهم “إنهم سجلوا هزة أرضية واحدة على الأقل جراء البركان خلال الـ24 ساعة الماضية، وأن صخورا حمراء شديدة الحرارة بدأت تتساقط من “جبل مايون” في مقاطعة “ألباي” بوسط البلاد”.
وبدوره، قال مكتب الدفاع المدني الفلبيني إنه “تم نقل أكثر من 12 ألفا و800 شخص إلى مراكز الإيواء، معظمهم من القرى الزراعية الواقعة عند سفح البركان أو بالقرب منه”.
ويعتبر “جبل مايون”، الواقع على بعد حوالي 330 كيلومترا جنوب شرق العاصمة مانيلا، هو أحد أكثر البراكين نشاطا في البلاد، وعددها 24 بركانا.
وكان الرئيس الفلبينى فرديناند ماركوس قد حث المواطنين، على إتباع التوصيات وتعليمات الإجلاء الصادرة عن الحكومات المحلية للحفاظ على أرواحهم.
يشار إلى أن الزلازل والنشاط البركاني من الأمور الشائعة في الفلبين، بسبب موقعها على حلقة النار في المحيط الهادئ، حيث تصطدم الصفائح التكتونية.
ويؤكد العلماء أن الحزام الناري هو الأكثر خطورة على الإطلاق حيث ينشأ به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ويليه الحزام الألبي في المركز الثاني من حيث الخطورة، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
ويعد البركان البالغ ارتفاعه 2462 مترًا والمعروف بشكله المخروطي المثالي، موقع جذب سياحي شهير للسياح ومتسلقي الجبال، وثار بركان مايون أكثر من 50 مرة خلال الـ 400 عام الماضية، وكان آخر ثوران للبركان في عام 2018 مما فرض عمليات إجلاء لعشرات الآلاف من الأشخاص.
ووقع الثوران البركاني الأكثر تدميرا في عام 1814، مما أسفر عن رحيل 1200 شخص.. فهل يتصاعد الثوران البركاني؟