بعد أن كانت بطولتها موضع الأحاديث والإشادة في العملية العسكرية الروسية، يبدو أن مستقبل مجموعة فاجنر اليد الطولى لروسيا في الأراضي الأوكرانية أصبح على المحك بعد تصريحات قائدها المستمرة ضد قيادات الجيش الروسي ولاسيما وزير الدفاع ورئيس الأركان، وأنه سيتم استبدالها بعد تمردها.. ماذا حدث في روسيا جعل فاجنر قوة منبوذة؟
دائما ما تصدر اسم فاجنر صدارة عناوين الصحف، لاسيما مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مع انتصاراتها المتتالية وتقدمها بخطوات كبيرة في الأراضي الأوكرانية وسيطرتها على أراضي ضخمة، ووصلت إلى ذروة نجوميتها في المواجهات العسكرية في مدينة باخموت حيث وصفت بأنها كانت كالآلة التي تم طحن فيها كل شئ من قوة المواجهات مع الجانب الأوكراني.
ويبدو أنه كما كانت “باخموت” هي أكثر شيئا لامعا في مسيرة “فاجنر” العسكرية، كانت هي سبب نهايتها، حيث تسببت تصريحات قائدها يفجيني بريجوجين، ضد القادة الروس والجيش الروسي إلى أوج قوتها.
ووصلت حدة الخلافات بين مجموعة “فاجنر” العسكرية الروسية الخاصة والسلطات موسكو تزداد إلى مستوى ضخم، إذ اتهم القائد العسكري السابق إيجور جيركين، زعيم “فاجنر” يفجيني بريجوجين، بتدبير “تمرد”، بعد رفضه أمرا يلزم مجموعته بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، قال إن “جميع المتطوعين الذين يشتركون في المواجهات العسكرية من أجل روسيا، يجب أن يوقعوا عقدا رسميا مع الاتحاد الروسي بحلول 1 يوليو، بما في ذلك عناصر مجموعة فاجنر”.
سرعان ما رد بريجوجين على طلب وزير الدفاع الروسي قائلا في بيان: “هذه الأوامر والمراسيم الصادرة عن شويجو، تنطبق على موظفي وزارة الدفاع والعسكريين”، مضيفا: “لن توقع فاجنر أي عقود مع شويجو”.
وتسببت تصريحات قائد فاجنر في انتقاد كبير، حيث تم اتهامه بالتمرد ضد أوامر الجيش، فتحولت المجموعة من أحد أبرز نجوم العملية العسكرية إلى قوة متمردة.
ويبدو أن “بريجوجين”، قد قرأ تحركات وزير الدفاع، حيث أن توقيع المجموعة مع الجيش الروسي قد يخرج شركة فاجنر من المعادلة، حيث أن أعضائها سيكونوا متعاقدين مع الجيش الروسي وليس الشركة الخاصة الأمنية، وبالتالي ستفقد أهم عناصرها وتتحول من صداع في رأس قادة الجيش إلى قوة تابعة له تتلقى الأوامر العسكرية من قادة الجيش.
ولجأ الجيش الروسي إلى تلك الخطوة من أجل تحجيم المجموعة العسكرية الخاصة التي تحولت بمثابة جيشا ثاني بجوار الجيش النظامي، حيث أدت المواجهات العسكرية في أوكرانيا إلى أن تتضخم المجموعة بشكل كبير بالإضافة إلى الموارد اللا محدودة التي تصل إليها، ما يشكل تهديدا على النظام في روسيا، واتضح هذا مع تهديدات قائدها المستمرة لقائد الجيش ورئيس الأركان، فيما يخص الموقف العسكري في أوكرانيا.
ولعبت مجموعة فاجنر دورا مهما في محاولات روسيا للاستيلاء على مدينة باخموت الصناعية في المنطقة الشرقية لأوكرانيا، وخلال تلك الحملة التي استمرت لأشهر للسيطرة على باخموت، وحتى انسحاب مجموعة فاجنر من المدينة هذا الشهر، اتهم بريجوجين مرارا الجيش الروسي بـ”حرمان أعضائه عمدا من الدعم العسكري اللازم لمواجهة الجيش الأوكراني”.