الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت صافرات الإنذار..خطر كبير قابع في أعماق البحر الأحمر، خطر ولد من رحم الأزمة العسكرية لكنه يهدد كل ما يمر من المياه، وكل ما يعيش أسفلها، فما هذا الخطر ولما أقلق أمريكا والعالم لهذا الحد؟
على حدود مصر الشرقية تقع واحدة من أصعب المواجهات العسكرية ف البحر الأحمر منذ سنوات طوال، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية وحلفاؤها، عملية عسكرية كبيرة ” حارس الإزدهار” ضد القوات العسكرية الموجودة باليمن.
أشهر من الاستهداف المتبادل بين طرفي الأزمة، أمريكا والحلفاء يستهدفون مواقعهم العسكرية والطرف الآخر لا يسمح لسفينة واحدة بالمرور من المياه، إلى أن تم استهداف سفينة للمملكة المتحدة جعلت العالم يهتز، حيث إن خطر غرق تلك السفينة بما كان محملا عليها من مواد كيميائية قد يؤدي لعواقب يصعب السيطرة عليها.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية اليوم الأحد أن غرق سفينة “روبيمار” بعد استهدافها بمقذوف أطلقته نتيجة التوترات في خليج عدن، يهدد بمخاطر بيئية جسيمة.
وقالت القيادة في بيان إن ناقلة البضائع “أم ڤي روبيمار” المملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بليز، غرقت يوم 2 مارس الماضي، جراء تسرب المياه إلى باطنها بعد استهدافها بمقذوف باليستي في 18 فبراير الماضي
وأضاف البيان أن ما يقرب من 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم التي كانت تحملها السفينة يشكل خطرا بيئيا في البحر الأحمر، كما أن غرق السفينة يمثل خطرا تحت سطح الماء على السفن الأخرى التي تبحر في مسارات الشحن المزدحمة عبر الممر المائي.
وأشار البيان أن القوات الموجودة باليمن والمدعومين من إيران تمثل تهديدا متزايدا للأنشطة البحرية العالمية، فيما تظل الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف ملتزمين باستكمال العملية العسكرية “حارس الإزدهار”.
وفي وقت سابق، قال وسيط تأجير سفينة الشحن “روبيمار” المهجورة في خليج عدن، بعد تعرضها لاستهداف إن مالك السفينة كان يتطلع لسحبها إلى السعودية بمجرد إيقاف تسرب الوقود على متنها، لكن الحكومة اليمنية أعلنت غرق السفينة يوم أمس السبت، وحذرت من نازلة بيئية في المنطقة..
وقال أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة الدكتور عبد القادر الخراز، إن غرق السفينة روبيمار يشكل أزمة بيئية كبيرة وخطيرة سواء على الإنسان اليمني أو الأحياء البحرية في المياه الإقليمية اليمنية، ومناطق الصيد البحري في هذه المنطقة الحيوية.
وأكد الخراز، وهو رئيس سابق لهيئة حماية البيئة في اليمن في تصريحات صحفية أن المخاطر على البيئة البحرية كبيرة جدا، وتتمثل في تلوت مياه البحر بالأسمدة عالية الخطورة، حيث أن المواد التي تحملها السفينة من أسمدة فوسفات الأمونيا ستذوب في مياه البحر وتلوثه.
وستؤدي إلى انخفاض نسبة الأوكسجين الذائب في الماء مما سيؤدي إلى الإضرار بحياة الكائنات البحرية، في حين أن بعضها -مثل الرخويات والأسماك- ستحمل هذه السموم وستنتقل عبر الصيد إلى السلسلة الغذائية العليا، وسيؤثر في المجتمعات الساحلية وحتى المناطق الداخلية باليمن، وربما يؤدي إلى انتشار الأوبئة.