يبدو أن بحر الصين لم يكتفي من الإثارة في محيط كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية، فما زال لم يبح بكل أسراره، وأن الأمور في طريقها إلى أن تأخذ منحنى مظلم بعد تحركات عسكرية مخيفة لم تخطوها اليابان منذ خسارتها المواجهة العالمية الثانية وغيرت بها عقيدتها العسكرية المستمرة منذ 7 عقود هل تشتعل الأوضاع؟.. ماذا حدث في بحر الصين؟
في خطوة لم تكن منتظرة قريبا إلا أنها كانت متوقعة مع زيادة حالة التوتر في بحر الصين، بين أطرافه مع كوريا الشمالية والصين، إلا أن دفة الأحداث توجهت هذه المرة إلى اليابان.
فماذا حدث بين الصين واليابان؟
أعربت الحكومة اليابانية عن قلقها للصين إثر دخول سفينة أبحاث تابعة لجيش التحرير الصيني إلى المياه الإقليمية اليابانية بالقرب من جزيرة ياكوشيما جنوب غرب كيوشو.
وأعلنت عن ذلك وزارة الدفاع اليابانية، حيث ذكر بيان الوزارة أن السفينة اقتربت من محافظة كاجوشيما جنوب غرب كيوشو في جنوب شرقي البلاد في الصباح، وغادرت المياه الإقليمية بعد 4 ساعات، وتواصل التحرك في اتجاه شمالي غربي.
ومع دخول السفين المياه الإقليمية اليابانية، تواصلت السلطات في بكين مع عبر القنوات الدبلوماسية مع جارتها بكين، وكان تم تعقب إجراءات مماثلة لسفينة أبحاث صينية من قبل الجيش الياباني في نوفمبر الماضي، وفي المجموع، دخلت السفن الصينية المياه الإقليمية اليابانية في المنطقة 5 مرات خلال العام الماضي.
وتواصل الصين استفزاز جاراتيها اليابان وكوريا الجنوبية، حيث كان “سول” احتجت رسميًا أيضا من قبل على اختراق طائرات صينية مجالها الجوي.
من جانبها وضعت “بكين” القوات اليابانية في حالة التأهب القصوى بعد رصد عدد كبير من السفن العسكرية الصينية، بما في ذلك حاملة الطائرات غرب المحيط الهادئ، فيما بدأت السفن دخول المنطقة أواخر الأسبوع الماضي عندما أعلنت طوكيو عن استراتيجيتها الأمنية الجديدة للتعامل مع التهديدات من الصين
وكانت اليابان قد أعلنت عن مجموعة من الاستراتيجيات الجديدة استراتيجية الأمن القومي واستراتيجية الدفاع الوطني وخطة استعداد قوات الدفاع، والتي تم فيها تسمية الصين بأنها “تحد استراتيجي” غير مسبوق للبلاد
كما كشفت طوكيو أيضا عن أكبر حشد دفاعي لها منذ المواجهة العالمية الثانية، بما في ذلك بميزانية قدرها 315 مليار دولار أمريكي، لاكتساب قدرات هجوم مضاد على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو ما اعتبره المراقبون والمحللون تحولا رئيسيا عن عقيدة اليابان السلمية التي كانت في صميم السياسات الدولية لسبعة عقود.
كما أن طوكيو كانت أعلنت عن عزمها نشر 1000 مقذوف من نوع كروز على أراضيها “للتوازن مع الصين”، وكان الأسطول الياباني قد أعلن أنه سيتزود بغواصات وقطع بحرية متقدمة مما يشير إلى تصعيد محتمل على الخط الياباني – الصيني.
وتعدد السيناريوهات حول التصعيد المحتمل بين اليابان والصين، وعن أسباب لجوء الصين لهذه التهديدات المستمرة، فيرى مراقبون أن الخطوات الصينية تهدف إلى إيصال رسالة خاصة لليابان لاسيما في حالة إذا اندلعت مواجهة صينية في تايوان، أنه إذا تحركت اليابان لمساعدة حليفتيها، فإن الصين ستقوم بخطوة وقائية ضد اليابان لتحييدها من المواجهة.
لا يمكن التكهن بما تراه الصين، وكيف تحسب بكين حساباتها، إلا أن باب الاحتمالات لا ينتهي لأن شيئاً ما انكسر في العلاقات الدولية منذ العام الماضي وهو قوة الردع المعنوي لأمريكا، وقدرتها على حماية حلفاؤها.. هل تكون اليابان نقطة بداية مواجهة عالمية ثالثة كما كانت نقطة نهاية المواجهة العالمية الثانية؟