يبدو أن الأحداث في تونس آخذة في التصاعد بشكل كبير في الفترة المقبلة وذلك عقب فترة من الهدوء النسبي على الساحة السياسية التونسية، واقعة محاولة إنهاء حياة رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي اليوم الي ذلك ، فيا تري ماهي القصة؟
إعلان مفاجئ خرجت به السياسية التونسية ورئيسة حزب التونسي الحر عبير موسي تعرضها لمحاولة واضحة لإنهاء حياتها في مدينة الوردانين من ولاية المنستير، مضيفة أنها سترفع قضية للعرض وأنها ستمد وسائل الإعلام بالفيديوهات التي تثبت ذلك.
واتهمت موسي من أسمتهم بـ “مجموعات قيس سعيد” بمحاولة التخلص منها قائلة إن المشهد الذي عاشته في المحكمة سنة 2011 عاشته أمس في الوردانين، مشيرة إلى أن الامن تعامل بسياسة المكيالين حيث لم يتحرك حيال ذلك على عكس ما تعامل به معها أمام هيئة الانتخابات.
وبالرغم من اتهامات عبير موسى، إلا أن كل ما خرجت به لم يلقى ردود أفعال على الساحة التونسية، لا سيما الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس التونسي بسبب تحركاته لصد الإخوان ووقف تمددهم في البلاد.
ويرى محللون أن الرئيس التونسي وقف في وجه الإخوان، فقال الكاتب محمد فيصل الدوسري إن الرئيس التونسي قيس سعيد استطاع تحقيق إنجازات إصلاحية استثنائية عبر تجميد البرلمان، الذي هيمن عليه تنظيم الإخوان، كما استطاع الحصول على دعم الشعب التونسي بالموافقة على الدستور الجديد، الذي حطم مشروع دستور الإخوان، الذي وُضع في عام 2014، وقضى على محاولات تقويض الإخوان سلطات الرئيس المنتخب، بحيث يمنحه الدستور الجديد المسؤولية الحقيقية لقيادة البلاد وضبط سياستها العامة، مُنهيًا حالة الفوضى البرلمانية، التي اتسمت بالمشاحنات عديمة الجدوى، والتي تجاهلت الأوضاع المعيشية الاجتماعية والاقتصادية للشعب التونسي.
كما يُحسب للرئيس قيس سعيد كسبُه لدعم التونسيين، والتغلب على محاولات حركة “النهضة” الإخوانية تهميش دوره أو عزله من منصبه، ما سهّل من نجاح خارطة الطريق الإصلاحية التي وضعها، واستهلّها بتجميد البرلمان وتشكيل حكومة بعيدة عن الأحزاب، وصولا إلى الدستور الجديد، الذي أعاد النظام الرئاسي، وأنهى النظام شبه البرلماني، ليحصل الرئيس المنتخب على صلاحيات واسعة، في استجابة لمطالب الشعب التونسي.
ويرى الدوسري أيضًا أن ما بين يوليو 2021 ويوليو 2022 عامل مشترك، وهو الصدمة لتنظيم الإخوان، الذي صُدم العام الماضي بتجميد عمل البرلمان، وصُدم هذا العام بموافقة الشعب التونسي على الدستور الجديد، وكان وصول الرئيس قيس سعيد للسلطة عام 2019 بمثابة بداية النهاية لتنظيم الإخوان، لتنطلق في عام 2022 طموحات تونس الجديدة، وبداية عهد الترميم والبناء.