تجثم السعودية فوق ألفي بركان خامدة منذ آلاف السنين، لكنها ليست منتهية وشكلت عبر تاريخها الطويل 13 حرة بركانية رئيسية ناتجة عن تدفقات بركانية عظيمة وقديمة، وتستحوذ منطقة المدينة المنورة على النسبة الأكبر من هذه الحرات والفوهات البركانية ذات الصخور السوداء. ماذا يحدث في فوهة بركان “حرة هرمة”؟
في تقرير مصور لها، تحدثت قناة “السعودية” عن فوهة بركان “حرة هرمة” الواقعة في المدينة المنورة، والتي تعد إحدى عجائب الطبيعة الصخرية في المملكة.
وخلال التقرير، أوضح المهتم في تاريخ المدينة إبراهيم الصاعدي، أن “حرة هرمة” تقع في الجنوب الغربي لمحافظة الحناكية، وتعتبر أوسع فوهة بركانية في الجزيرة العربية، لافتًا إلأى أن فوهة بركان “حرة هرمة” تجمع بين الدهشة والجمال، فقطرها 7000 آلاف متر وعمقها 50 ألف متر”.
وأكمل: “تعد فوهة حرة، هي الوحيدة بالعالم المأهولة بالسكان، وفيها قرية أثرية وكذلك عين تسمى الجراح، وتحتوي على تضاريس عجيبة من خلال جبال رملية ونارية”.
وتضم المملكة العربية السعودية العديد من البراكين الخامدة، و على الرغم من توقعات بعض الباحثين حول نشاط هذه البراكين إلا أن المملكة تشهد استقرار و أمنًا بعيدًا عن انفجارات البراكين منذ حوالي 700 سنة .
وتكونت البراكين في المملكة على مرحلتين من النشاط البركاني ، المرحلة الأولى بدأت منذ نحو 30 مليون سنة ، و جاءت متلازمة لانفتاح البحر الأحمر وتدفق الحمم البازلتية، أما المرحلة الثانية من النشاط البركاني بدأت منذ عشرة مليون سنة و حتى حدوث آخر بركان تاريخي جنوب المدينة عام 1256م .
ويعد أحدث بركان ظهر في أرض الحجاز “بركان جبل الملساء” الواقع جنوب شرق المدينة وذلك عام 1256م، واستمر ثورانه لعدة أيام وسارت الحمم البركانية لمسافة 23 كم، وتوقف أطول لسان للحمم البركانية قبل الوصول لمسجد الرسول الكريم بنحو 8.2 كم، وسمي ما أحدثه البركان آنذاك بـ “بحرة رهاط”.
“الحَرَّة” هي ظاهرة جغرافية يكتسي فيها سطح الأرض بالصخور النارية والطفح البركاني، كما يؤدي قرب الحمم من سطح الأرض إلى سخونتها، وقد يصاحبها وجود فوهات بركانية ظاهرة.
وتعد “حرّة رِهاط”، هي أكبر حقل حمم في السعودية، وتقع تحديدًا بين المدينة المنورة شمالا، ووادي فاطمة بالقرب من مكة المكرمة جنوبا لتغطي مساحة تقدر بحوالي 20000 كيلومتر مربع.
وحرة رهط واحدة من بين 12 حقلا بركانيا ينتشر في المملكة العربية السعودية، وتحوي حرة رهط وحدها سبعمائة مخروط بركاني.
وأوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم عبدالله المسند، أن البراكين في السعودية خامدة وليست منتهية، لافتاً إلى أن آخر البراكين في تاريخ جزيرة العرب كان جنوب شرق المدينة المنورة بشمال “حرة رهط” عام 1265م.
وشهد عام 2009، اهتزاز حرة الشاقة 207 هزة أرضية، كادت أن تؤدي إلى بدء بركان جديد في المملكة العربية السعودية ولكن القدر كان رحيما.
ويعد بركان القدر الأسود أحدث بركان في المملكة العربية والسعودية، ويبلغ ارتفاعه 2025 وهو يشبه جبل فوجي باليابان.