أثارت الزيارة غير المعلنة التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى العاصمة الأوكرانية كييف، غضب الجانب الروسي بشدة؛ حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ساعات من انتهاء زيارة نظيره الأمريكي، تعليق مشاركة روسيا في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية «ستارت».
ماذا يعني التعليق الروسي لمعاهدة «ستارت»، وما سرّ العد التنازلي الذي ظهر على التلفزيون الروسي بعد خطاب بوتين؟ وما هي القدرات النووية الروسية التي تتخوف منها أمريكا؟ كل هذا وأكثر في التقرير التالي:
معاهدة «نيو ستارت»
علّقت روسيا، مشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية. حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليق موسكو مشاركتها في معاهدة «نيو ستارت»، وهي آخر اتفاقية متبقية مع الولايات المتحدة للسيطرة على الأسلحة النووية، في تصعيد حاد للتوترات مع واشنطن.
وفي خطابه عن حالة الأمة أمام البرلمان الروسي قال بوتين أيضًا: إنه على روسيا أن تقف على أهبة الاستعداد لاستئناف تجارب الأسلحة النووية إذا قامت الولايات المتحدة بذلك، وهي خطوة من شأنها إنهاء الحظر العالمي على تجارب الأسلحة النووية الساري منذ أيام الحرب الباردة.
وأشار إلى أن واشنطن تفكر في إجراء اختبار للأسلحة النووية، وهذا الأمر بات معلومًا، وبناءً عليه يجب أن تكون وزارة الدفاع الروسية على استعداد لاختبار الأسلحة النووية في حال قامت الولايات المتحدة بذلك أولًا.
شفرة روسية
وَ بعد خطاب الرئيس الروسي بساعات قليلة، ظهرت على تليجرام ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعدِ تنازلي مجهول على شاشات التلفزيون الروسي.
ويتزامن العد التنازلي عند نهايته مع الذكرى الأولى لنشوب الأحداث العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك يتزامن مع البداية الفعلية للقرار الروسي بتعليق مشاركة موسكو في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية «ستارت».
وتسمح المعاهدة التي علّقتها روسيا لمفتشين أميركيين وروس على حد سواء بالتأكد من امتثال الجانبين للمعاهدة، حيث إنه بموجب الاتفاق الثنائي تلتزم موسكو وواشنطن بنشر ما لا يزيد عن 1550 رأسًا نوويًا استراتيجيًا و700 من المقذوفات بعيدة المدى وقاذفات القنابل.
ويمكن لكل جانب إجراء ما يصل إلى 18 عملية تفتيش لمواقع الأسلحة النووية الاستراتيجية كل عام للتأكد من أن الطرف الآخر لم ينتهك حدود المعاهدة.
ومع التعليق الروسي بات خطر قيام الحرب النووية بين روسيا وأمريكا قريبًا، إذ تمتلك روسيا والولايات المتحدة معًا حوالي 90 بالمئة من الرؤوس الحربية النووية في العالم.
ورغم أن موسكو وواشنطن أكدا على ضرورة تجنب اندلاع حرب بين القوتين النوويتين بأي ثمن، إلا أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا دفعت بالبلدين إلى شفا المواجهة المباشرة أكثر من أي وقت مضى خلال الستين عاما الماضية.
إلى ذلك، دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الولايات المتحدة وروسيا لاستئناف التنفيذ الكامل لمعاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية «ستارت»، بشكل فوري.
وقال دوجاريك: «كان موقف الأمين العام واضحًا دائمًا، يجب على الولايات المتحدة وروسيا استئناف التنفيذ الكامل لمعاهدة ستارت على الفور».