بذل أجداده جهودًا كبيرة لنحو 200 عاما من أجل الاستقلال عن الإمبراطورية التى لا يغيب عنها الشمس، ليعود الحفيد ليحكم بنفسه بعد قرنين ونصف من بداية النضال حكومة المملكة المتحدة.. إنه ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا الجديد صاحب الأصول الهندية.. ماهي قصته؟
ولد ريشي سوناك في ساوثامبتون عام 1980، حيث كان والده طبيبا عاما، وكانت والدته تدير صيدليتها الخاصة، وجاء والدا سوناك إلى المملكة المتحدة من شرق إفريقيا وكلاهما من أصل هندي.
التحق الفتى بالمدرسة الخاصة المرموقة “وينشستر كوليدج” – وعمل نادلا في مطعم “كاري هاوس” في ساوثامبتون خلال العطل الصيفية – ثم التحق بجامعة أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد.
وبدأت قصة حبه مبكرًا، أثناء دراسته للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، حيث التقى بزوجته “مورتي”، ابنة نارايانا مورتي، الملياردير الهندي والمؤسس المشارك لشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات العملاقة “إنفوسيس”Infosys، ولدى سوناك ومورتي ابنتان.
يُعتقد أن ريشي سوناك، أحد أغنى أعضاء البرلمان البريطاني، لكنه لم يتحدث علنا عن مقدار ثروته. منذ عام 2015 شغل منصب نائب عن حزب المحافظين لدائرة ريتشموند في يوركشاير، وأصبح وزيرا في حكومة تيريزا ماي قبل أن يوليه خليفتها، بوريس جونسون، منصب وزير الخزانة.
وقد صوَّت سوناك لصالح صفقة تيريزا ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المرات الثلاث التي عُرضت فيها على البرلمان.ينتمي سوناك إلى جيل ولد في المملكة المتحدة ولكن أصوله ليست بريطانية، ولكنه فخور بهويته الأصلية.
وأكد ريشي سوناك، أهمية هويته الهندية، فى العديد من المناسبات وأنها مهمة بالنسبة له، لافتًا إلى أنه هندوسي ويذهب للمعبد في عطلة نهاية وفى نفس الوقت يحضر مباراة نادي ساوثامبتون لكرة القدم أيضا كل يوم سبت، حيث يمكنه المزج بين الثقافتين.
ونجح ريشي سوناك فى الحصول على دعم أكثر من نصف نواب حزب المحافظين ليتولى منصب رئيس الوزراء، ليكون وصوله إلى سدة الحكم حدثا تاريخيا، إذ أنه سيكون أول رئيس وزراء لبريطانيا من أصول آسيوية، إلى جانب كونه أصغر من يتولى هذا المنصب منذ أكثر من قرن، إذ يبلغ من العمر 42 عاما فقط.
ومن المتوقع أن يؤدي سوناك اليمين الدستورية أمام الملك تشارلز الثالث، قبل أن يصبح رسميا رئيسا للوزراء.
يتولى سوناك منصبه، فى ظروف صعبة بعد استقالة رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس صاحبة أقصر مدة لرئاسة الحكومة البريطانية، حيث يواجه أزمة تكاليف المعيشة في المملكة المتحدة، وربما حزبا ممزقا بعد أسابيع اعترتها حالة من عدم اليقين والتغيير بين المحافظين، ورغبة حزب العمال البريطاني المعارض فى إجراء انتخابات عامة في المملكة المتحدة، كما طالب الحزب القومي الإسكتلندي بالأمر نفسه.. فهل ينجح حفيد الهنود فى لم شمل الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس؟