لليوم الخامس على التوالى تواصلت العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من تدخل أطراف محلية وإفريقية وإقليمية، إلا أنه يبدو أن الطريق للهدنة وتنحية المعدات والآليات العسكرية جانبا مازال طويلا.. ما هي قصة القائد الكبير الذي وقع فى يد الجيش السوداني؟
تواصلت العمليات العسكرية في العاصمة السودانية الخرطوم، بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، تحت غطاء دخان المواجهة العسكرية، فبين كر وفر وأصوات رماية متواصلة أحيانا ومتقطعة أحيانا تم خرق الهدنة التي تم إقرارها أمس لمدة 24 ساعة، حيث لم تستمر إلا دقائق معدودة.
وفي نفس سياق الأزمة، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن أكد الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف العمليات العسكرية، والسماح بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وأعلنت في وقت سابق قوات الدعم السريع الموافقة على وقف العمليات العسكرية لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وأصحاب الحاجة إلى رعاية صحية.
وفي نفس الوقت وافق رئيس المجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان على الهدنة لمدة 24 ساعة من أجل العمليات الإنسانية على أن تبدأ مساء الثلاثاء الساعة 6 بالتوقيت المحلي.
إلا أنه وبعد دقائق معدودة من دخول الهدنة حيز التنفيذ تم خرقها وتعالت أصوات الرماية ودخان الحرائق في العاصمة الخرطوم ليلقى كل طرف من طرفي النزاع اللوم على الآخر ليعيش المواطن السوداني كابوس لا يعرف متى وكيف سينتهي.
وأعلن حزب الحرية والتغيير، أنه يتواصل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتثبيت الهدنة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وعلى الصعيد العملياتي واصلت الصفحات الرسمية لكلا الطرفين نشر البيانات المدعومة بالفيديوهات والصور للتحرك على الأرض، حيث نشر الدعم السريع مقطع فيديو لإحراق عددا من مروحيات الجيش السوداني في قاعدة النجومي جنوب الخرطوم.
كما نشرت الصفحات الرسمية للجيش السوداني، مقطع فيديو لاعتقال قائد قوات الدعم السريع بمطار مروي بعد أن نجحت قوات الجيش السوداني في استعادة السيطرة على القاعدة الجوية والمطار.
هذا وأكدت العديد من المصادر الصحية، أن عدد ضحايا العمليات العسكرية، ارتفع إلى 144، وسط محاصرة مئات الطلاب في جامعة الخرطوم والآلاف فى المنازل، لاسيما فى المناطق التي تدور فيها العمليات العسكرية بالقرب من الأماكن الاستراتيجية.
ومنذ السبت الماضي، تدور مواجهات عسكرية قوية بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول عملية الدمج، وهي الخلافات التي أدت إلى تأجيل التوقيع على اتفاق نقل السلطة إلى المدنيين والذي كان مقرر له أول أبريل.
ومع تضارب البيانات وتغير الأوضاع على الأرض باستمرار لم يتضح حتى الآن حجم سيطرة كل طرف أو موقفه الميداني ومناطق نفوذه، لكن استمرار المواجهات يؤكد أن الأمور لم تحسم بعد لمصلحة أي طرف من الطرفين، ليعيش المواطن السوداني كابوس لا يعرف كيف ينتهى؟