يبدو أن أديس أبابا، تتحرك بسرعة في السودان، من أجل مصلحتها الخاصة لاسيما مع وجود العديد من نقاط التماس مع النظام السوداني والملفات الشائكة، خاصة أزمة سد النهضة وأرض الفشقة، وبالتالي فإن وجود حكومة موالية لها، هي خط الدفاع الأول أمام الموقف المصري من أزمة سد النهضة القائمة منذ أكثر من عقد من الزمان.. فماذا يطبخ آبى أحمد برعاية حمدوك مع الدعم السريع؟.. هل الهدف مصلحة السودان أم مصلحة خاصة لأديس أبابا؟
كشف رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، عن مبادرة جديدة بالاتفاق مع عناصر الدعم السريع، برعاية أديس أبابا، لإنهاء العمليات العسكرية في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، والتي راح ضحيتها المئات وتشرد الآلاف في أنحاء السودان والدول المجاورة.
أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق، على المبادرة اسم إعلان أديس أبابا، مؤكدًا أنه تضمن نتائج طيبة ستعين حتما فى مساعي وقف العمليات العسكرية والتأسيس لدولة سودانية ديموقراطية يعيش فيها أبناؤها فى أمان وعز وكرامة”.
وعلى الرغم من الهدف النبيل لإعلان أديس أبابا، إلا أن وجود إثيوبيا بأهدافها الخفية داخل السوادن، يثير القلق من محاولة إقصاء للجيش السوداني وتسريحه وهي نفس المبادرة التي أعلنها قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو منذ أيام.
وأكد حمدوك: أهم نتائج اجتماعاتنا بأديس أبابا الاستعداد التام لقوات الدعم السريع لوقف فورى غير مشروط للعمليات العسكرية وتدابير حماية المدنيين وتسهيل عودة المواطنين إلى منازلهم وإيصال العون الإنسانى والتعاون مع لجنة تقصى الحقائق فضلا عن الاتفاق على إعلان المبادئ وخارطة الطريق المقترحين من تقدم”.
وواصل حمدوك: “لسنا الدولة الوحيدة التي تتعرض لتجربة مواجهة عسكرية داخلية ولكن الشعوب الحية هي التي تحول الكوارث إلى فرص لصناعة مستقبل باهر. لذلك أجدد اليوم دعوتي إلى قيادة الجيش للقاء عاجل نتدبر فيه سبل وقف العمليات العسكرية وإنقاذ بلادنا من التفتت”.
وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، طرح في أغسطس الماضي مبادرة للحل في السودان من 10 مبادئ، اشترط فيها حكما ديمقراطيا مدنيا كأساس لحل الأزمة في البلاد يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم، مشيرا إلى أن النظام الفيدرالي هو الأنسب لحكم السودان.
وتضمنت مبادرة حمديتي حل الجيش السوداني بوضعه الحالي وبناء جيش سوداني جديد وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة، وتعكس تنوع السودان، بحسب بيانه.
ووشدد أيضا على وجوب إقامة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على الأسس العالمية المعتمدة وتصفية الوجود الحزبي أو السياسي داخلها.
وعلى ذلك، وبعد بيان إعلان أديس أبابا، وإعلان حمدوك، هل من المتوقع أن ينضم الجيش السوادني إلى هذه المبادرات التي تهدف إلى تصفيته وحله من جذروه لصالح الدعم السريع وقوى أخرى؟، لاسيما أن كل ذلك لا يحقق سوى مصلحة أديس أبابا، بتكوين نظام حاكم موالي لها؟