اشتهر بوسامته وشكله الهادئ، إنه الفتى الأرستقراطي حلم الفتيات في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، الذي اعتزل مبكرًا وهاجر إلى اليونان، إنه الفنان يوسف فخر الدين، الشقي المُدلل الذي لم يُكن محبا للفن بقدر حبه للبساطة والهدوء.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز المعلومات عن الفنان الكبير يوسف فخر الدين:
1 – نشأته
وُلد الفنان الكبير يوسف فخر الدين في 15 يناير عام 1935 بحي مصر الجديدة، لأسرة ذات تكوين غريب من نوعه، tوالده مصري سعودي مسلم كان يعمل مفتشًا للري في الفيوم، ووالدته كانت مجرية مسيحية متطرفة، وهو الشقيق الأصغر للفنانة الراحلة مريم فخر الدين.
2 – حاولت شقيقته قتله
وفقًا للتصريحات، كان يوسف فخر الدين مكروهًا من شقيقته وهو صغير، وكانت ترى «مريم» أنه جاء ليأخذ مكانها، خاصةً أنه عندما وُلد نام أولى لياليه في غرفتها ونامت هي في غرفة والدها.
وفي لقاء تليفزيوني نادر لها قالت مريم فخر الدين إنها عندما أُصيبت بالسعال ذات مرة وأمر الطبيب بإبعاده عنها حتى لا تُصيبه العدوى، كانت تنتهز فرصة انشغال والدتها بالأعمال المنزلية وتقترب منه وتسعل في وجهه حتى يمرض ويموت، لكن كل تلك الأمور تغيرت حين كبرت وأحبت أخاها حبا شديدًا.
3 – تعليمه
حصل الفنان الكبير يوسف فخر الدين على الثانوية العامة عام 1955 ولكنه توقف عن الدراسة الجامعية منذ العام الثاني، ورغم ذلك وتربيته المنغلقة وأسرته المتشددة كان يُتقن 4 لغات.
4 – رحلته الفنية
بدأ الفنان يوسف فخر الدين مشواره السينمائي عام 1957، وتقاضى 100 جنيه كأجر، من خلال فيلم «رحلة غرامية»، مع الفنان شكري سرحان وأحمد مظهر وشقيقته مريم فخر الدين، وشارك «صدفة»، حيث إنه كان مع شقيقته أثناء التصوير، وكان دور شقيقها في الفيلم ما زال شاغرًا، فطلب منه المخرج محمود ذو الفقار، أن يظهر بالفيلم ويأخذ الدور، ووافق وبدأت رحلته.
5 – لم يكن محبًا للفن
لم يكن محبا للفن على الرغم من أن أفلامه تجاوزت الـ 100 عمل، كما ذكرت شقيقته في حوار سابق مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج «حمرا».
6 – علاقته بجارته
شقيقته «مريم» كانت وراء إفساد أخلاقه، وذلك بعدما أحرجه مخرج فيلمه الأول محمود ذو الفقار، بسؤاله عن علاقاته العاطفية وهو يعلم أنه لم يمتلك تجربة واحدة على الإطلاق، حيث شجعته على إقامة علاقة مع جارتهم المطلقة.
وذهب إليها أثناء غياب أسرتها عن المنزل، ولكنهم عادوا فجأة واضطر إلى المكوث في «البلكونة» وسط أجواء شتوية عاصفة، ورأته شقيقته من النافذة فألقت إليه ببطانية وبات ليلته هناك، وفي الصباح عاد إلى المنزل وهو يلعن «أبو البنات»، على حد قولها.
7 – زواجه من عميلة بالمخابرات
تزوج عن قصة حب كبيرة من الفنانة الراحلة نادية سيف النصر، والتي عمِلت كعميلة للمخابرات المصرية، أثناء ترأس صلاح نصر لها.
وقالت «مريم» في مذكراتها، «صلاح نصر، رئيس المخابرات وقتها، أراد أن انفصل عن زوجي الدكتور الطويل، لجأ إلى حيلة الهدف منها أن أشك بزوجي فلفق له حكاية مع زوجة شقيقي (نادية)، لكن تبين بعد ذلك أن الأخيرة كانت تتعاون مع (نصر) وعميلة للمخابرات».
8 – وفاة زوجته
كان لرحيل زوجته «نادية» على أثر مصرعها في حادث سيارة مروع ببيروت، 27 فبراير من عام 1974، بالغ الأثر السيئ في نفسه، حتى إنه دخل في حالة اكتئاب شديدة.
قرر الاعتزال وكان آخر أعماله الفنية فيلم (القضية رقم 1) عام 1981.
9 – الاستقرار في اليونان
أثناء عمله بمسلسل مع الفنان حسن يوسف والفنانة ميرفت أمين، وكان يتم التصوير باليونان، تعرف على «الماكيرة» الخاصة بالفيلم، وكشف الماكير محمد عشوب، في برنامج «ممنوع من العرض»، عبر فضائية «الحياة»، أنه أخبره قبل الانتهاء من التصوير أنه لن يعود إلى مصر، وتزوج من «الماكيرة».
وأضاف: «قال لي هنا حياتي أنا ماليش حظ في مصر»، واستقر في اليونان، ولكنه كان يزور مصر سنويا للاطمئنان على شقيقته.
10 – عمله
افتتح محل خردوات أسفل العمارة التي يقطُن فيها بأثينا، وكان يعمل فيه بنفسه، حيث أوضح «عشوب» أنه بحكم زواجه هو الآخر من يونانية، كان يتقابل بصفة مستمرة مع «يوسف»، خاصةً أنهما كانا مقيمان في نفس العمارة.
ويُضيف: «كنت باسأل مريم دايمًا يوسف عمل في نفسه كده ليه، تقولي هو ده تفكيره وإحنا بنحترم تفكير بعض».
11 – وفاته
في 27 ديسمبر عام 2002، توفى باليونان، ولم تستطع شقيقته «مريم» إحضار جثمانه إلى مصر بسبب تكاليف نقل الجثمان بالطائرة من اليونان، لذا دُفن في مقابر المسيحيين هناك، حيث لا يوجد مقابر للمسلمين.
ويروي عشوب: «مريم قالت هندفنه هنا، الأرض هي الأرض، والتراب هو التراب، ورب هنا رب هناك، وبالفعل تم دفنه هناك، وقرأت عليه القرآن، وطلبت من زوجته نزع الصليب من على التابوت رغم أنه شيء كبير عندهم، لكنها فهمتهم أنه مسلم».