أموال طائلة وملايين تم جمعها بجهود عدد كبير من الفنانين السوريين منهم أسعد فضة ودريد لحام وغيرهم الذين تبرعوا وأطلقوا حملات لجمع تبرعات للمتضررين من الزلزال.. لكن مصير هذه الأموال التي كان من المفترض أن تسلم بأسلوب شرعي وضع نقابة الفنانين السوريين في قضية تستوجب المكاشفة أو الحساب.. فماذا سيفعل «محسن غازي» نقيب الفنانين أمام المواجهة الصعبة.
الدعوات التي أطلقها الفنانون السوريون لجمع التبرعات انطلقت معظمها بشكل شخصي وكان النداء عبر صفحات الفنانين بمواقع التواصل الاجتماعي يرتكز على حتمية التدخل العاجل من الأشقاء كافة.
أخذت التبرعات بعد ذلك سياقا رسميا بتدخل نقابة الفنانين بحيث يكون إطلاق حملات التبرعات وجمعها في إطار النقابة لكن دافعي التبرعات وغيرهم ممن قرروا مد يد العون والمساعدة للمتضررين تعرضوا لصدمة لم تكن في الحسبان!!!!
المصارحة طريق السمعة
قررت نقابة الفنانين السوريين اللجوء إلى المصارحة بشأن قضية التبرعات منعا لأية انتقادات تشوبها دوافع سياسية لانتقاد النقابة التي يحاول معارضو نظام الرئيس السوري بشار الأسد احتسابها في صف الموقف الرسمي للدولة بينما تريد النقابة التأكيد على أنها للفن فقط بعيدا عن الإنخراط في أية أدوار سياسية.
وتنفيذا لقرار نقيب الفنانين السوريين محسن غازي، تم نشر البيانات المتعلقة بالتبرع وقررت النقابة عرض المبالغ التي تم تلقيها كتبرعات نتيجة الحملات التي أطلقتها النقابة وتضمنت تلك البيانات مبلغ وصل إلى مليار وأربعمائة وثمانية وثلاثين مليونا وخمسمئة ألف ليرة سورية.. من المقرر أن تكون وجهة تلك الأموال إلى المتضررين من الزلزال.
بيان الأزمة المفصل
ما أن تم نشر بيان النقابة بشأن التبرعات حتى تم تداوله على نطاق واسع بين السوريين وقرر بعضهم تحليله بشكل تفصيلي لكشف الفوارق بين المبالغ المعلنة وآلية تقسيمها بين مناطق: اللاذقية وحلب وحماة.. حيث استأثرت اللاذقية بأكثر من ستمائة مليون ليرة وتقرر توجيه ثلاثمائة وثمانية وثمانين مليون ليرة إلى حلب مع توجيه أربعمائة وواحد وعشرين مليون ليرة إلى حماة.
مقارنة سريعة بين المبالغ المعلن عن صرفها وبين المبالغ الأخرى التي أعلنتها نقابة الفنانين السوريين تظهر أن فارقا يصل إلى حوالي ثمانين مليون ليرة سورية في عداد المجهول!!!,, وهنا تعالت مطالب بضرورة الوقوف على وجهة صرف ذلك المبلغ حيث لم تعلن النقابة مدى حاجة عملية التبرع ذاتها إلى تكاليف كان بالضرورة أن تتضمنها كشوف الحسابات المعلنة.
هل دفعوا سرا؟
تقارير لاحقة ألمحت إلى أن بعض مبالغ التبرعات التي تم جمعها من عدد من الفنانين لم يتم كشفها بشكل تفصيلي ولا إعلان قيمتها ولم تبرر النقابة سبب ذلك فيما توالت تساؤلات مفادها: هل طلب بعض الفنانين السوريين أن تكون تبرعاتهم «سرا غير معلن؟» وإذا كانت الحقيقة كذلك فلما لم تشر بينات النقابة الخاصة بمصير التبرعات إلى ذلك المطلب لضمان تحقيق الشفافية الكاملة بدلا من ترك سمعة النقابة بأكملها عرضة للقيل والقال.
أموال التبرعات المخصصة للمتضررين من الزلزال في سوريا أصبحت عرضة للقيل والقال خصوصا بعد أن نشر الفنان مكسيم خليل منشورا يشير فيها إلى منع التبرعات عن مستحقيها.. .. وفي النهاية تبقى النقابة وحدها صاحبة الكلمة العليا بشأن سمعتها حال أصدرت بيانا تفصيليا تفند فيه تلك الادعاءات