تجاوزا العشرة أشهر في الوصول إلى حل سياسي فلجأت أجهزة مخابراتهم إلى مخططات إنهاء الحياة، أو إلى ذلك التوصيف خلصت المخابرات الأمريكية إلى الآلية التي اعتبرتها الأنسب في السيطرة على طموحات القيصر.
«إن المعلومات التي توصلنا إليها مفادها أن الولايات المتحدة أقرت خطة بشأن رئيسنا وهي خطة تستهدف روسيا بأكملها».. كانت تلك التصريحات الأخطر التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع سبق الإصرار على تأكيد الاحتمالات القائمة فعلا بتورط الولايات المتحدة الأمريكية في عمليات سرية ضد موسكو.
المعلومات التي وضعت على مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. توصلت إليها أجهزة مخابراته بعد جهود من إجراءات البحث والاستنتاجات وجمع القدر الأكبر من مصادرها من العملاء المنتشرين في مختلف المواقع.
التقارير التي أصبحت بحوزة الرئيس الروسي وصفت بأنها عالية الدقة، وقد وثقت معلومات وصفت بالحساسة بشأن عمليات يقودها البنتاجون وقد تم إعدادها بخطط شديدة الإحكام والتعقيد، الأمر الذي اعتبره وزير الخارجية الروسي تصرفات خارج قواعد احترام ومكانة الدول المتحضرة.. ونوه رأس الدبلوماسية الروسية بأنه إذا كانت الولايات المتحدة قد لجأت إلى أسلوب الوعيد فعليها أن تفكر طويلا في العواقب والتداعيات المحتملة لمثل تلك المخططات.
وزير الخارجية الروسي يرى أن أسلوب الوعيد الذي يصدر من مسؤولين غربيين في أعلى دوائر صناعة القرار يدلل مرارا على أنهم لا رصيد لهم من اللباقة مستدلا على ذلك بما أطلقته ليزا تراس رئيسة وزراء بريطانيا السابقة من تصريحات خلصت إلى أنها على استعداد لإطلاق مواجهة شاملة.
بناء على الخطة الغربية السرية بشأن مصير بوتين، تعتبر روسيا أن موسكو وواشنطن يستحيل أن تنالا علاقات طبيعية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تريد إلحاق أزمة كبيرة بموسكو.
وعمليا لا زالت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لأوكرانيا من الناحية الميدانية على الأرض، فضلا عن دورها في تقديم المزيد من المساعدات التي وصلت إلى مليارات الدولارات لأوكرانيا، كان أحدثها حزمة مساعدات بقيمة تجاوزت واحد فاصل ثمانية مليار دولار وهو المبلغ الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي.
خطة «نهاية بوتين» التي أعلنت روسيا تورط المخابرات الأمريكية والبنتاجون فيها لم يتم التعليق عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، لكن روسيا ترى أنها تحركات تستدعي التعامل معها على محمل الجد.
وأمنيا يخضع الرئيس الروسي فلاديمير روتين لإجراءات تأمين بالغة التعقيد تشمل موقع إقامته وأماكن تنقلاته فضلا عن اختيار أطقم حراسة على درجة عالية من التدريب والقوة واستبعاد أي فرد يثبت عدم قدرته على أداء المطلوب منه بشأن إجراءات تأمين الرئيس الروسي.. لكن روسيا تعتبر أن طول أمد المواجهة مع أوكرانيا المدعومة أمريكيا يتطلب مزيدا من اليقظة في إجراءات التأمين كافة مع العمل على مضاعفة تلك الإجراءات.
وبعد عشرة أشهر من الحرب التي طالت تداعياتها السلبية على طرفي المواجهة والعالم.. أصبح التساؤل السائد بشأن تلك المواجهة: «هل جعل القادة السلام حلما في عِداد المستحيل؟».