على أصوات الرعد والبرق المرعبة، وهم محتجزون في منازلهم بلا كهرباء، ووسط رياح عاتية تحاول اقتلاع منازلهم، قضى أهل البيضا ودرنة ليلة صعبة ومخيفة، والبعض كانت هي الليلة الأخيرة بالنسبة له، ساعات لا تحتمل ، برق ورعد وأمطار متواصلة 15 ساعة من الأمطار الغزيرة.
ثم هدأت العاصفة لدقائق، لتتحول إلى رياح شديدة وإعصار متحرك، اقتلعت الجسور ودمرت الطرق، لدرجة أن مدينة درنة كادت تختفى تدريجيا، ولم يتبقى منها إلا المناطق الجبلية.
أما مدينة البيضاء التي كانت واجهة ليبيا، فقد أصبحت مدينة للاشباح، إنها دانيال العاصفة الأكثر خطورة منذ قرون
عصفت بليبيا بلا رحمة، ولازال هناك آلاف المفقودين، فهل سترحل عن ليبيا ..وكيف ستتحمل ليبيا كل ذلك الدمار ؟
ومتي سينتهى غضب تلك العاصفة التي أطاحت باليونان أيضا .. والتي امتدت لتلقي بظلالها على السواحل المصرية ؟
ضرب ليبيا بلا رحمة
لازال إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا قبل يومين، ينال من كل جزء فيها بلا رحمة، ولازال الليبيون يعانون من آثاره القوية
حيث راح ضحيته 3000 شخص حتى الآن والمفقودون تقدر أعدادهم بالآلاف.
وتوقعت الحكومة أن يصل عدد الضحايا إلى 10 آلاف، وعدد المفقودين إلى حوالي مائة ألف، ومن أكثر المدن التي تأثرت بشكل خاص هي مدينة درنة، وتواجه القوات المدنية صعوبة الوصول إلى الكثير من الأحياء” حتى قيل إنه لم يتبقى من درنة إلا مناطق قليلة في الجبل.
مشاهد تبكي القلوب
وانتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات توضح تأثير الفيضانات والسيول على منطقة شرق ليبيافانقطعت الكهرباء عن بعض المدن وحوصرت عائلات كاملة .
وأعلنت الحكومة الليبية الحداد لمدة 3 أيام ، ونكست الأعلام حدادا على ضحايا السيول والفيضانات.وبدأت تلك المأساة يوم الأحد حين ضربت العاصفة “دانيال” شرق ليبيا و بنغازي وكان الليبيون على علم بتطورات العاصفة القادمة من اليونان
فقاموا بإغلاق الموانئ و تم إعلان حظر تجول وإغلاق المدارس لأيام، لكن رغم تلك الاحتياطات كان تأثير دانيال صعب للغاية، فقد أتت بأمطار غزيرة ورعد وبرق في السماء
مدينة البيضاء الليبية
وتأثرت مدينة البيضاء الليبية جراء الأمطار الغزيرة التي تسبب بها إعصار دانيال .فالأمطار المتواصلة كانت سببا في تغير ملامح مدينة البيضاء الليبية، لتصبح مدينة أشباح اختفت ملامحها بالكامل في مشهد يبكي القلوب .
وتعرضت الكثير من الأحياء السكنية لتشويه كامل خصوصا الأحياء الرئيسة في مدينة البيضاء، وأصبح من المستحيل الوصول إلى أحياء مثل البحوث أو المنار.
ولم يتبقى من مدخل المدينة إلا مدخل واحد بعد أن سقطت الجسور والطرق الرئيسة والفرعية، وانجرفت الأحياء السكنية الرئيسة للمدينة، ولم تتوقف اصوات الرعد أو البرق المخيفة.
وحوصرت عائلات بالكامل في منازلهم ولا تستطيع عمليات الإنقاذ الإنسانية الوصول لهم .وفقد العديد من الأشخاص حياتهم جراء ذلك.
وتوقع خبراء الأرصاد أن يستمر الأمر يومين آخرين، لتهدأ بعدها العاصفة دانيال تماما ..فهل ستتحمل ليبيا يومين آخرين ؟
عزائنا لكل الضحايا آملين من الله أن ترحل دانيال وتترك ليبيا في سلام .. وأن لا يكون لها نفس التأثير على مصر.