قبل أيام قليل من الملء الرابع لسد النهضة، فقدت مصر جناحها الداعم في الأزمة المستمرة منذ نحو 12 عاما بعد سقوط السودان في فخ المواجهات العسكرية الداخلية بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث طغت المشاكل الداخلية على أحد أهم الملفات الهامة التي قد تطيح بمستقبل السوادن تماما، حيث سيفقد المتنازعين الوطن والكرسى الذي رفعوا من أجل الآلة العسكرية على أبناء الوطن الواحد، حيث تقف فيه مصر والسودان في جانب، بينما تقف إثيوبيا في الجانب الأخر ما يضاعف من تعقد الأزمة التي وصلت إلى أخطر مراحلها.. هل تستغل إثيوبيا الوضع في السودان؟
يبدو أن الوضع في السوادن سينعكس على أزمة سد النهضة في أخطر مراحلها قبل أيام من بدء الملء الرابع، والذي ستخزن فيه إثيوبيا كمية ضخمة من مياه النهر دون الوصول إلى حل نهائي للأزمة المستمرة منذ عام 2011.
وكشف عباس شراقي خبير المياه المصري، تفاصيل جديدة رصدتها الأقمار الصناعية التى تراقب سد النهضة الإثيوبي للشهر الثاني على التوالي.
وقال الخبير المصري، إن الأقمار الصناعية رصدت توقف توربينات السد للشهر الثانى على التوالى، لافتًا إلى أن آخر مرة تم رصد عمل التوربينات كان يوم 25 مارس الماضي.
ولفت إلى أن تدفق المياه مستمر من البوابة الشرقية في السد والتي تعمل بنصف طاقتها، لتصريف نحو 20 مليون متر مكعب/يوم.
وأوضح خبير المياه، أن الجهود الإثيوبية مستمرة في وضع الخرسانة، مشيرًا إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة عن مدى ارتفاع جانبي السد والممر الأوسط.
وأكد “شراقي”، أن سقوط الأمطار سيبدأ تدريجيا الأسبوع المقبل، وبالتالي ويزداد إيراد النهر خلف سد النهضة من 10 مليون م3 حاليا إلى 25 مليون م3، على أن يتضاعف فى مايو ويونيو على الترتيب ليصل إلى 60 مليون م3، وصولا إلى أشهر الأمطار الرئيسية بدءً من يوليو حتى أكتوبر.
ولفت شراقي، إلى أن إثيوبيا استغلت الأزمات السياسية المتتالية التي مرت بها مصر بعد 2011،وقت الإعلان عن بناء سد النهضة وتغيير مواصفاته من 11.1 إلى 74 مليار متر مكعب، ثم السودان وإقصاء عمر البشير في 2018، ثم الأزمات الداخلية الإثيوبية منذ نوفمبر 2020 إلى نوفمبر 2022، من أجل تحقيق أهدافها، وعدم الوصول إلى حل نهائي للأزمة.
وأشار شراقي، إلى أن تداعيات المواجهات العسكرية بين الجيش السودانى وقوات التدخل السريع، تلقي بظلالها على المنطقة، وبالتالى تزيد من تردي الأوضاع الداخلية في السودان، كما تؤثر على قضية سد النهضة حيث اختفت الأصوات المبحوحة للدعوة لاستئناف المفاوضات.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
وطرح “شراقي”، سؤال واضح هل تستغل إثيوبيا الأحداث الحالية فى السودان وتزيد من كمية التخزين الرابع بقدر المستطاع؟