مصر تقود تحركات عسكرية دولية في البحر الأحمر فما طبيعتها؟

يباشر الجيش المصري توفير إجراءات التأمين الشامل للأمن القومي للبلاد من الخارج في إطار دعم استخباراتي بمعلومات دقيقة حول أي أنشطة محتملة قد تؤثر على الملاحة البحرية ليس في قناة السويس فحسب بل في البحر الأحمر بأكمله.. فما سر قيادة مصر للمهام النوعية الجديدة؟

لا تقتصر التهديدات المحتملة على الملاحة البحرية سواء في البحر الأحمر أو المجري الملاحي لقناة السويس على المواقع البحرية القريبة من السواحل المصرية والمياه الإقليمية للبلاد.

إنما تمتد ركائز تأمين الأمن القومي المصري إلى العمل على تحييد أي أخطار مرتقبة سواء من دولة جوار أو المياه الإقليمية المصرية.. وسبق للجيش المصري أن قام بعمليات مشروعة خارج الحدود المصرية وتحديدا داخل الأراضي الليبية في إطار الجهود المتواصلة لردع الأخطار القائمة والمحتملة.

فما طبيعة المهمات النوعية التي يقوم بها الجيش المصري حاليا في البحر الأحمر؟

تستند العمليات القائمة حاليا إلى تولي القوات البحرية المصرية قيادة قوات نوعية تحمل اسم «قوة المهام 153 المشتركة» والتي تشارك فيها عدد من الدول وفق خطط محكمة لضمان تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وعربيا يرتبط تأمين الملاحة في البحر الأحمر بالحفاظ على إمدادات النفط لعدد من الدول على رأسها المملكة العربية السعودية التي تتعرض لتهديدات متواصلة أبرزها التهديد الأخير الذي لوحت به جماعة الحوثي في اليمن بشأن رفضها تمديد الهدنة الأممية ووضع شروط تعجيزية لتمديدها.
وبالنسبة لمصر يريد الجيش المصري تنفيذ عمليات تأمين استباقية للمجرى الملاحي لقناة السويس خارج المياه الإقليمية بتشديد الرقابة على مضيق باب المندب وفرض عمليات تأمين شاملة على سواحل البحر المتوسط.

تتضمن قائمة الأهداف المعلنة للمهام الفرعية للعمليات التي يباشرها الجيش المصري في البحر الأحمر بالاشتراك مع عدد من الدول الصديقة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، مكافحة عمليات التهريب بكافة أنواعه، ودرء أخطار أي عمليات غير مشروعة في خريطة محددة للمهمات النوعية.

تشمل خريطة المهام الجارية حاليا في مياه البحر الأحمر، تنفيذ الأهداف النوعية بمنع أي أنشطة مثيرة للريبة في كل من «البحر الأحمر، مضيق باب المندب، خليج عدن».

البيان الصادر عن المتحدث العسكري المصري تضمن تأكيدات واضحة على الأهداف التي انطلقت منها مهام البحرية المصرية مع دول وصفها بـ «الشقيقة والصديقة» ولم يذكر من تلك الدول إلا الولايات المتحدة الأمريكية.

«إن مصر تباشر قيادة القوة المشتركة؛ انطلاقا من دورها المحوري وتعاونها الوثيق مع القوات البحرية للدول المشاركة لتحمل مسئولياتنا المشتركة نحو تحسين البيئة الأمنية بكافة المناطق والممرات البحرية».. بذلك الهدف حسم الجيش المصري أهداف المهمة النوعية لقواته البحرية في البحر الأحمر.

تتواصل المهام البحرية ضمن استراتيجية شاملة تعمل على ضمان العبور الآمن لحركة السفن عبر الممرات الدولية البحرية والتصدي لكافة أشكال وصور الجريمة المنظمة التي تؤثر بالسلب على حركة التجارة العالمية ومصالح الدول الشريكة.

وأمنيا تتعرض الملاحة في البحر الأحمر من آن إلى آخر إلى تهديدات مرتبطة بجماعات الحوثي في اليمن والموالية لإيران ولطالما ألمح الساسة الإيرانيون أنه حال تواصلت العقوبات التي تمنع طهران من تصدير النفط «فلن ينعم الآخرون بتصدير نفطهم» وذلك في رسالة تهديد مبطنة للدول النفطية بالمنطقة.

Exit mobile version