للوهلة الأولى سيكون السؤال الطبيعي.. لماذا تغرق مصر معداتها العسكرية في قاع البحر الأحمر؟.. هل هذا تكتيك عسكري أم محاولة للتخلص من معدات انتهت صلاحياتها وأصبحت هياكل معدنية دون أي قيمة، ولماذا البحر بالتحديد؟ ولكن الإجابة عن ذلك السؤال كانت مفاجأة ليس لأنها تنفي الاحتمالين السابقين فقط، ولكنها الإجابة جاءت من شخص بعيدا جدا عن المجال العسكري وهي تحركات من وزارة البيئة والمحافظة.. ماذا يحدث في قاع البحر الأحمر؟
في مفاجأة لم تكن متوقعة أعلنت مصر عن طريق محافظة البحر الأحمر إغراق عدد من القطع العسكرية، سواء دبابات أو معدات أخرى في قاع البحر الأحمر، ليتسبب القرار في إثار العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام الضخمة، عن سبب قيام واحدا من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط والعالم في إغراق معداته ودباباته العسكرية في قاع البحر.
وظهر القرار إلى السطح عندما صدر بيان بواسطة محافظة البحر الأحمر أنه سيتم إغراق مجموعة من المعدات الحربية والمكونة من 15 قطعة عسكرية، كل منها له قصة فريدة وأهمية خاصة في قاع البحر الأحمر.
وأكدت المحافظة، أن الهدف من إغراق القطع العسكرية، هو تدشين متحف عسكري غاطس في مياه البحر الأحمر ليكون الأول في مصر وإفريقيا، ويوفر 3 مواقع غوص بديلة في الغردقة، مما سيخلق مواقع غوص غير عادية تظهر التاريخ العسكري الغني لمصر.
ولفتت المحافظة، أن المتحف العسكري الجديد المزمع تدشينه في قاع البحر، هو الأول في مصر وأفريقيا، ويجمع أول 3 مواقع غوص بديلة في الغردقة في مواقع شعاب السقالة، عروق الطويل، عرق جامع بمجاويش.
وذكرت محافظة البحر الأحمر، أن عملية التخطيط لإنشاء المتحف استغرقت عدة سنوات من التحضير الدقيق، بالتعاون مع وزارة البيئة ومحميات البحر الأحمر، مشددة على أن الهدف من إنشاء المتحف الحفاظ على الشعاب المرجانية الطبيعية بالبحر الأحمر وتخفيف الضغط عليها، من خلال خلق مواقع بديلة للغوص.
وأكد محمد مخلوف، المستشار الإعلامي لمحافظ البحر الأحمر، إنه لن يكون هناك أي ضرر على الشعاب المرجانية من القطع العسكرية التي سيتم إغراقها، لافتًتا إلى أنه سيتم إغراق تلك القطع في مواقع محددة بعناية وخالية من أية شعاب مرجانية، بطرق علمية ومدروسة من خلال لجان علمية متخصصة ومشتركة بين المحافظة ووزارة البيئة.
ولفت المسئول الإعلامي بالمحافظة إلى أن هذا المتحف الغارق سيحافظ على الشعاب المرجانية لأنها ستنمو على القطع العسكرية، وتعطي شكلا ساحرا للغواصين يجمع بين الطبيعة والتاريخ.
وذكر أن القطع العسكرية التي سيتم إغراقها، هي قطع خردة منتهية الصلاحية تعود لحقبة الستينات والسبعينات ولم يعد لها أي استخدام عسكري، موضحا أن الغرض المتحفي تحت الماء سيشمل لافتات تحكي قصة كل قطعة عسكرية والأحداث التي شاركت فيها، وسيستطيع الغواصون النزول لها دون تذاكر خاصة حيث أنها ستوضع ضمن برامج الرحلات السياحية البحرية بمدينة الغردقة، لتكون إجابات محافظة البحر الأحمر هي رد على كل التساؤلات.