أجدادهم روضوا النيل منذ آلاف السنين .. ولأن الاحفاد يقومون بناء نهر جديد موازي للنهر القديم، وصفه الرئيس المصري بانه اهم مشروع تنفذه مصر في الوقت الحالي، وخبراء يصفونه بأنه أعجاز هندسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فماهي قصة النهر الصناعي الأطول في العالم الذي يخترق الصحراء الغربية، وكيف سيعود بالنفع على مصر والمصريين.
النهر الصناعي الكبير، هو عبارة عن جزء من مشروع ضخم تنفذه مصر في الصحراء الغربية، الا وهو مشروع الدلتا الجديدة، بهدف زراعة 2.5 مليون فدان بالمحاصيل الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل الفاتورة الاستيرادية والتي ارتفعت بعد الازمة الروسية الأوكرانية.
يعد النهر الصناعي المصري أضخم مشروع لنقل المياه في العالم بطول 114 كيلو متر مقسم إلى جزئين، أحدهما بطول 22 كم من المواسير الضخمة المدفونة تحت الأرض، والآخر بطول 92 كيلو مترا وهو مسار سطحي على صورة قنوات ضخمة، و أوضحت الحكومة أنه تم الانتهاء من 35% من الأعمال الإنشائية الخاصة بمواسير نقل المياه، و65% من أعمال المنطقة المكشوفة.
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن النهر الصناعي مشروع عملاق وصفه بالإعجاز الهندسي، مضيفاً أن في هذا المشروع يجري لأول مرة في مصر أنشاء ترعة أعلى من منسوب النيل، وهذا السبب الرئيسي وراء احتياج المشروع لعدد من محطات الرفع، موضحاً أن هناك مصدرين أساسيين لمياه النهر الصناعي، المصدر الأول من المياه المعالجة ثلاثيا ، والثاني من نهر النيل
والوظيفة الرئيسية للنهر الصناعي نقل مياة النيل والصرف الزراعي إلى أكبر محطة معالجة في العالم وهي محطة الحمام، ليتم معالجتها واستخدمها في زراعة 2.5 مليون فدان، ومن المتوقع أن ينقل النهر الصناعي من نحو 10 ملايين متر مكعب من المياه.
ويقع مشروع الدلتا الجديدة على امتداد محور روض الفرج – الضبعة الجديد، وهو إحدى قاطرات التنمية الزراعية في مصر، ويتميز موقعه الاستراتيجي بالقرب من الموانئ والمطارات، مثل ميناء الإسكندرية والسخنة ودمياط ومطار برج العرب وغرب القاهرة.
تبلغ مساحة مشروع الدلتا الجديدة 2.2 مليون فدان، وسوف يساهم في زيادة الرقعة الزراعية في مصر بنسبة 30%، يستوعب الزيادة السكانية في الدلتا والوادي عن طريق إنشاء مجتمعات زراعية وصناعية داخل المشروع، تبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع الدلتا الجديدة 160 مليار جنيه
يعتمد مشروع الدلتا الجديدة على أحدث الأساليب التكنولوجية في معالجة المياه وإدارة توزيعها والحكم بها، بالإضافة إلى ما وصل إليه العلم في الزراعة والري، وذلك بهدف ترشيد المياه والاستفادة الكامل منها، يعزز مشروع الدلتا الجديدة استراتيجية الدولة في مجال إنشاء مجتمعات زراعية جديدة بنظم إدارية حديثة، بالإضافة إلى أنه يوفر أنشطة متعلقة بالزراعة مثل الثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعي.