هل تصدق أن عملاق مواقع التواصل الاجتماعي تيك يقوم بسرقة أموال التبرعات المقدمة للسوريين ويحتفظ بها في حساباته؟ قد تبدو القصة في بداية الأمر ضربا من الخيال، فلعلك تسأل ما علاقة تطبيق الـ تيك توك بأموال السوريين يا ترى تابع معنا تفاصيل تلك القصة الغريبة والتي ستترك مذهولا من الصدمة في نهايتها.
في يوم كأي يوم داخل احدى المخيمات السورية، تظهر فتاة لا تتعدى العشر سنوات في بث مباشر على تطبيق تيك توك، ثم تبدأ في الإلحاح والطلب من المشاهدين لمنحهن إياها هدايا افتراضية.
وعلى الرغم من أن الهدايا التي يطلبونها افتراضية، ولكنها تكلف أموالاً حقيقية من مرسليها ويمكن سحبها نقداً من خلال التطبيق فيما بعد.
وتتراوح قيمة تلك الهدايا ما بين بضعة سنتات، إلى هدايا أخرى تصل إلى 500 دولار. وبالفعل فالكثير ممن يتعاطفون مع هؤلاء الصغار يتبرعون لهم بالأموال شفقة عليهم لمساعدتهم في حياتهم اليومية الشاقة والبائسة، ولكن هؤلاء المتبرعين كانوا لا يدركون حقيقة ما وراء الكواليس.
فبعد القيام باستقصاء تابع فيه محققون أكثر من 300 حساب يقومون ببث مباشر من داخل المخيمات السورية. وجدوا بالفعل أن الكثير من تلك الحسابات حصد أكثر من ألف دولار في الساعة كجوائز، لكن الأسر لا تحصل في النهاية سوى على جزء يسير جداً من أموال المتبرعين، فيا ترى أين تذهب باقي الأموال؟
لمعرفة ذلك، فقد قام فريق من بإجراء بث مباشر من حساب فتحوه على تيك توك في سوريا، وأرسلوا ما قيمته 106 دولارات من الهدايا من حساب آخر في لندن. وكانوا هم المتبرع الوحيد.
وبعد انتهاء البث المباشر كانت المفاجأة المدوية!لقد وصل رصيد حساباتهم الاختباري لـ 33 دولاراً فقط، أي أن تيك توك خصمت 69% من قيمة الهدايا المرسلة إليهم.
ولم تنتهي التجربة هنا، بل عندما ذهبوا لسحب تلك الـ 33 دولاراً التي حصلوا عليها، خُصم منهم 10% أخرى لقاء الخدمة.
وهذا يعني أنهم قد حصلوا على في النهاية على 19 دولاراً فقط من أصل الـ 106 دولارا قد تم التبرع بها.
ولكن هناك من يقول أن تلك الفيديوهات تتعارض بشكل صريح ومباشر مع سياسات التيك توك من الأساس. فتنص منصة الـ تيك توك بوضوح على عدم السماح للمستخدمين بطلب الهدايا بشكل صريح، وهي تقر بأن من حق الناس مشاركة قصصهم على الإنترنت لكن ليس من خلال أشرطة الفيديو مهينة وتفتقد إلى الكرامة على حسب وصفهم.
وأنتم ما رأيكم فيما يقوم به تطبيق تيك توك؟ هل ترون أن من حقه الحصول على مثل تلك النسبة الكبيرة في التبرعات؟ أم أن ما يقوم به ما هو إلا احتيال مقنع على أموال السوريين البسطاء؟