تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عدد كبير من الفيديوهات تشير إلى أن الحوت الأزرق وصل بالفعل إلى مياه الخليج العربي، موضحين أنه أصبح على بعد أميال من السواحل السعودية.
البداية كانت في البحر المتوسط على سواحل مدينة بنغازي الليبية، عندما نشر أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا للبحر يتضمن أصوات غريبة، قالوا إنها صوت يصدره الحوت الأزرق خلال هجرته من الشرق إلى الغرب، ورجح بعض العلماء في مجال البحث العلمي أن هذه الأصوات تعود إلى الحوت الأزرق في البحر، تزامنا مع هجرته من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بالمناطق الاستوائية الدافئة وللتزاوج.
كما فال العلماء إن الحوت الأزرق يصدر تلك الأصوات كنوع من الإشارة والتنبيه لباقي الحيتان الزرقاء، حتى يتمكنوا من سماع صوته الذي يصلهم على بعد 1600 كيلومتر، ويبدو أن مسار الهجرة هو الذي سمح لسكان شمال مصر وليبيا فقط لسماع تلك الأصوات.
شاهد.. عارضة أزياء تثير الجدل بظهورها بدون ملابس أمام الأهرامات
تلك الروايات دعت البعض بالتفكير في أمر مختلف تماما ألا وهي قصة نبي الله يونس عليه السلام مع الحوت، وهل هناك علاقة حقا بين هذا الحوت الأزرق والحوت الذي التقم نبي الله يونس.
قصة نبي الله يونس
يعتبر نبي الله يونس عليه السلام، واحدا من الأنبياء العظماء الذين ذكر الله تعالى أخبارهم في كتابه الحكيم؛ لما في هذه الأخبار من عظات، وحكم يستفيد منها الإنسان في سائر أوقاته الحياتية، وشؤونه الدينية والدنيوية المختلفة.
كانت بداية القصة عندما أرسل الله نبيه يونس عليه السلام إلى أهل نينوى؛ الواقعة في شمال العراق، بالقرب من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله تعالى؛ حيث قوبلت دعوته بالرفض؛ شأنها شأن سائر الدعوات الأخرى التي جاء بها الأنبياء عليهم السلام من قبله وبعده، ولما رأى يونس عليه السلام ما كان منهم من صد، وإعراض، خرج من أرضهم، وتوعدهم بأن العذاب سينزل بهم نظير إعراضهم عن دعوته له.
عندما خرج النبي يونس من بينهم، أيقن القوم أن العذاب نازل بهم لا محالة، فتابوا، وآمنوا بما جاء به نبي الله يونس بفضل من الله ومنة، وأخذوا يتضرعون إلى الله تعالى، أما النبي يونس عليه السلام، فقد ذهب إلى البحر، وركب السفينة.
وبعد الإبحار، ماجت السفينة واضطربت، وصار لا بد من تخفيف حمولتها، فاتفق الركاب على إجراء قرعة فيما بينهم، ومن تقع عليه، يلقوه من السفينة، وقد وقعت القرعة على النبي يونس عليه السلام، فلم يوافق الركاب على إلقائه، فأعادوها مرة ثانية، فهم بالقفز، فأبوا، وأعادوها للمرة الثالثة، فوقعت عليه أيضا، فألقى بنفسه، وهذا كله من أمر الله.
شاهد.. فيفي عبده تثير الجدل بظهورها بالحجاب
عندما ألقى النبي الكريم نفسه في البحر، أرسل الله تعالى إليه الحوت، وكان أمر الله تعالى لهذا الحوت يقتضي بأن لا يأكل لحمه، أو يكسر عظامه، بل أن يبقيه سليما، فمكث يونس الكريم في بطن الحوت فترة.
يونس والحوت
وفقًا لما ذكرته بعض المواقع المتخصصة في تفسير القرآن، فقد أكد بعض العلماء أن تفسير الآية (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) أن الحوت لم يبتلع يونس، وإنما بقي نبي الله في فم الحوت.
وقال العلماء: إنه لو ابتلعه لهلك وضاع، مضيفين: إن نبي الله يونس بعد أن لفظه الحوت ظلل الله عليه شجرة من اليقطين، ووفقًا للمفسرين، فإن تلك الشجرة تتميز بأوراقها السميكة والعريضة وكان الهدف منها أن تحمي نبي الله يونس من أشعة الشمس.
الحوت الأزرق ونبي الله يونس
وفي مفاجأة من العيار الثقيل، أكد عدد من علماء الجيولوجيا والمفسرين أن الحوت الذي التقم نبي الله موسى هو الحوت الأزرق، وهو أضخم الحيوانات على كوكب الأرض
استنادًا إلى قول الله تعالى «فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ… لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ»، قال عدد كبير من العلماء والمفسرين أن الحوت الذي التقم نبي الله يونس لا زال حيًا حتى الآن، بل وربط البعض بأن صوت الحوت الذي صدر مؤخرًا هو صوت حوت نبي الله يونس.
ولكن عدد من المفسرين اوضحوا أن ذلك القول غير صحيح، لأنه قول محدث لا دليل عليه وأن الاستدلال بالآية على وجود الحوت حيًا حتى الآن هو استدلال غير صحيح لأن كلمة لولا هي أداة لامتناع الوجوب لولا وجود الشرط، والشرط هنا هو وجود نبي الله يونس في بطن الحوت.
هكذا رد أحمد فهمي على متابع وضعه في موقف محرج
كما قال بعض المفسرين أن المكوث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون لا يعني بالضرورة أن يكون الحوت حيًا إلى يوم القيامة، فلا يوجد ما يمنع أن يموت الحوت وأن يموت الانسان في بطن الحوت ثم يظل في بطنه إلى يوم يبعثون كما يمكث الميت في قبره إلى يوم البعث.
ويُذكر أن صوت الحوت الأزرق تصدر محركات البحث مؤخرًا، وذلك بعد أن انتشرت فيديوهات لأصوات غريبة زعم ناشروها بأن هذه الأصوات تعود إلى الحوت الأزرق في البحر، تزامناً مع هجرته من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بالمناطق الاستوائية الدافئة وللتزاوج، كما أنه يصدر تلك الأصوات كنوع من الإشارة والتنبيه لباقي الحيتان الزرقاء، حتى يتمكنوا من سماع صوته الذي يصلهم على بعد 1600 كيلومتر، ويبدو أن مسار الهجرة هو الذي سمح لسكان شمال مصر وليبيا فقط لسماع تلك الأصوات.
ولكن كثرت الأقوال على أنه قد يكون هذا الصوت هو انتحار أحد الحيتان فان الحيتان حينما تقترب من الشاطئ يزداد الضغط على أجسامها وبالتالي تبدأ الأعضاء للحيتان في الإصابة نتيجة الضغط المرتفع للسواحل عن أعماق البحار، وبسبب وزن الحوت الضخم والذي هو أكبر من الديناصورات فإنه يصعب على الحوت مقاومة هذا الضغط لكي تنتقل الى الأعماق مرة أخرى ومن هنا يقرر أن يصدر تلك الأصوات نتيجة لإصابته البالغة واقترابها للشاطئ بشكل أكبر ويستقر عليه لعدة أسابيع وحتى يموت بشكل نهائي.
رغم إجماع أكثر من فريق على تلك الفرضية، إلا أن اختلف العلماء في تفسيرها، وفي الوقوف على حقيقة مصدرها، والتي أرجعها العديد من المواطنين حينها إلى أنها أصوات صادرة من السماء، مشيرين إلى أن تلك الأصوات سبق وظهرت قبل عدة سنوات في مصر.
وكان التفسير الأغرب أن تلك الأصوات هي صادرة عن جنيات في البحر، وأن العلم لن يستطيع تفسير تلك الظواهر الغريبة.
وقال البعض الأخر أن تلك الأصوات تعود إلى الأجهزة الأرضية والأرقام الصناعية المتصلة بمشروع تصادم الهيدرونات، وأن تلك الأصوات بسبب هذا التقدم التكنولوجي.
ولكن العديد أجمع على أن الصوت الهادر من البحر المتوسط هو صوت حيوان الحوت الأزرق، أحد أضخم الكائنات البحرية في العالم، حيث يبلغ طوله 30 متراً ووزنه 170 طناً أو أكثر، فإنه يُعد أكبر الحيوانات المعروفة على الإطلاق.
ويتميز الحوت الأزرق بجسده الطويل والنحيل، وهو ملوّن بعدة ألوان متدرجة، فهو رمادي مزرق عند الظهر وأفتح لوناً في الجانب السفلي، وهناك ثلاث سلالات مختلفة للحوت الأزرق على الأقل وهم «بي إم مَسكيولَس» ويعيش في شمال المحيط الأطلسي، و«بي إم إنترميديا» ويعيش في المحيط المتجمد الجنوبي، والنوع الثالث هو «بي إم بريفيكودا»، والمعروف أيضاً باسم الحوت الأزرق القزم، ويعيش في المحيط الهندي وجنوب المحيط الهادئ.