ربما ساقته الأقدار إلى العودة متأخرا إلى سكنه ليلا. دون أن يعلم أن ذلك التأخر يهيئ له دور البطولة ليبدو للفرنسيين سكان مدينة ليل الفرنسية كما لو كان ملاكا مرسلا لإنقاذهم.
لم تكد السلطات الفرنسية تفرع من تحقيقاتها بشأن الحادث الذي أربك مدينة ليل؛ حتى ظهرت مفاجأة جديدة بشأن المبنى المنهار وظهر الدور الخفي الشخص الذي أجرى مكالمة إلى الشرطة والجهات ذات الصلة بالانقاذ.
تعود تفاصيل إنهيار المبنى التي أعلنتها السلطات الفرنسية إلى ظهور شقوق مثيرة للريبة حيث أنبأت بأن احتمال انهياره بات مسألة وقت، بينما كان وراء حماية المدينة من كارثة رجل بسيط تصادف موعد عودته إلى مقر سكنه في المدينة بساعة متأخرة من الليل.
ما أن مرَّ الرجل أمام المبنى المتصدع حتى لاحظ أمورا غير اعتيادية أظهرتها شقوق واضحة على حوائط المبنى وروابطه الخرسانية من الخارج تلك الروابط التي رغم إخفاء الطلاء لها إلا أن التصدع القوي أظهرها للمارة، الأمر الذي اعترف به مسؤولو المدينة الفرنسية في بيان رسمي تناقلته وسائل الإعلام.
اعترفت المحافظة أيضا بأن المبنى المنهار بدت عليه علامات الخط ظاهرة، فيما تصادف مرور رجل أمامه وسط المدينة ليقوم بإبلاغ الجهات المسؤولة هاتفيا، إلى أن تحول وسط مدينة ليل إلى ما يشبه الثكنة حيث هرعت فرق الإنقاذ والطوارئ إليه لفرض عمليات الإخلاء بشكل فوري حفاظا على حياة السكان.
فوجئ السكان أثناء تواجدهم بالمبنى بأن قوات وقرق الطوارئ تطلب منهم الإخلاء الفوري دون تأخر؛ إذا كانوا يريدون الخروج من المبنى أحياء، بدا تحذير السلطات واضحا ومفاده أن انهيار المبنى بات وشيكا وليس ثمة وقت للمماطلة أو النقاش.
رجال الإطفاء تجاوبوا على نحو سريع مع المكالمة التي قام بها ذلك الرجل المار بالمدينة ليلا، وقررت السلطات فرض طوق أمني بمحيط المبنى الذي كان مقسما بين أجزاء سكنية وتجارية، وكان الخطر محدقا بالأسر التي قدر لها أن تسكن داخله.
تقول مارتين أوبري عمدة مدينة ليل الفرنسية، بأن ذلك الرجل قام بتصرف تسبب في إنقاذ كثير من الأرواح البريئة وتصف هول الموقف قائلة : إن جسدي لا زال يرتعش جراء ما حدث.
وتضيف مارتن، أنه لو أن ذلك الرجل صاحب المكالمة الهاتفية قد عاد إلى المنزل في الساعة الثالثة صباحا واتصل بنا، لما تلقينا رد الفعل هذا، ومن الواضح أنه كان سيسقط ضحايا، فقد كان ذلك الرجل شجاعا بما يكفي للإسراع بالاتصال بشرطة البلدية وتوجيه تحذير شديد اللهجة بشأن المبنى، بينما هرعت القوات إلى إخلائه.
تواصلت عمليات البحث والتتبع التي تجريها السلطات بهدف التأكد تماما من عدم وقوع إصابات، فيما باشرت الجهات القضائية والتنفيذية تحقيقات موسعة للكشف عن سبب انهيار مبنى قيد الإنشاء يضم مبنيين بشكل مفاجئ صباحاً، بشارع بيير موروي في مدينة ليل الفرنسية، قبل افتتاح محلات تجارية.
ولحسن حظر سكان المدينة انهار المبنى قبل تدفق المارة في تلك المنطقة المعروفة بزحامها في قلب المدينة الفرنسية الشهيرة.