أعجوبة من أعاجيب الدهر ومعجزة لا تحدث إلا مرة واحدة، سفينة من ضخامتها حوت كل أشكال الحياة على سطحها.
عند النظر لها لا يسعنا إلا التساؤل عما ماهيتها وكيف كان حجمها، لتحمل كل تلك الكائنات على سطحها.
في هذا التقرير سنستعرض لكم مظاهر الإعجاز التي حملتها معها سفينة نوح عليه السلام، وسنحاول معرفة كيف استطاعت تلك السفينة الضخمة النجاة من أكبر طوفان حدث في التاريخ.
لم يدرك قوم نوح عليه السلام وهم يسخرون من نبي الله الذي أُمر ببناء سفينته الضخمة في الصحراء الجرداء، أن طوفانا عظيما قادما، وأن تلك السفينة التي تُبني بين الجبال في الصحراء ستكون هي المعقل الأخير، وطوق النجاة الوحيد لمن أراد الإبقاء على حياته.
سفينة كل ما فيها معجز، بداية من بنائها حتى إبحارها في عرض البحر، ولكن سنبدأ بحجمها المهول والضخم. فقد بلغ عرض تلك المعجزة نحو حوالي٣٠٠٠ متر مربع تقريبا، ولتفهم مدى كبر تلك السفينة فإن أكبر حاوية في العالم يبلغ طولها 400 متر، وعرضها 61 متر.
بينما وكانت مكونة من ٣ طوابق، بارتفاع ٥٠ ذراعا لكل طابق، أي ما يعادل ارتفاع عمارة مكونة من 8 طوابق. وعلى الرغم من أن كل تلك الأحجام المذكورة هي أحجام جزافية متوقعة، وعدم ذكر حجمها في أي من الكتب السماوية، إلا أن تلك الأحجام قدرت بناء على مقدرة السفينة في استيعاب كل الكائنات الحية التي حوتها بداخلها.
وعموما فبالإضافة إلى حجمها المهول، كان توقيت بنائها معجزة أخرى في حد ذاتها، فقد بدأت مراحل صنعها بأمر سماوي منزل هبط به جبريل عليه السلام على نبي الله.
وفورا بدأ نوح عليه السلام، بصنع سفينته في الصحراء بين الجبال، مما جعل منه محط سخرية واستهزاء لقومه، الذين لم يعلموا ما كان ينتظرهم في المستقبل القريب.
ليتفاجؤوا بعدها بفيضان الماء، وارتفاع أمواجه العاتية، أمواج وصفت بأنها كالجبال علوا وقوة وصلابة. بل حتى أن الأمواج تخطت الجبال العالية، فلم ينفع من احتمى بها احتمائه، ولم يغن عنه تحصنه بارتفاعها، ظروف مثل تلك الظروف من شأنها أن تغرق أكبر وأعتى السفن في أيامنا الحالية، لكن ليس سفينة نوح عليه السلام.
فقد تحملت كل الأمواج والمياه، سواء تلك التي خرجت من باطن الأرض أو تلك التي نزلت من قلب السماء. واستمرت تلك الرجلة لـ 40 يوما كاملا، لدرجة دفعت البعض أن يزعم أن كمية الماء التي تلقته الأرض وقتها يعادل ١٦٠ ألف مرة حجم ماء المحيط الأطلسي.
أما داخل تلك الرحلة فقد استمرت المعجزات بالتوالي، فركاب السفينة لم يكونوا عاديين فبالإضافة إلى المؤمنين بداخلها، قد حوت تلك السفينة على كل زوج من الحيوانات والطيور والحشرات، والديدان، والزواحف.
وهذا عل اختلاف بيئاتها، وطبائعها، ومع اختلاف طرق معيشتها، ونوعية غذائها، والتناقض والتضاد بينها. إلا أنها تعايشت بسلام مع بعضها لأربعين يوما، إلى أن رست السفينة أخيرا على جبل الجودي، في أقصي جنوب تركيا الآن.
وبعد رسوها بسلام، أمر الله تعالى في معجزة أخيرة السماء أن تتوقف عن الإمطار، والأرض بأن تبلع مائها، لتنتهي الأعاصير وتهدأ الأجواء وتتحقق المعجزة الإلهية أخيرا برسو سفينة نوح وخروج من بها سالمين.
وعلى الرغم من كبر حجمها المتوقع فلم يعثر على حطام سفينة نوح عليه السلام إلى الآن، على الرغم من ادعاء بعض العلماء أنهم عثروا على قطع من الأخشاب المستخدمة في صناعة السفينة. لكن كل تلك الأمور ما زالت غير مؤكدة. ولا تحمل أي مصداقية حقيقية.