مناوشات لا تنتهي والصين في المنتصف.. ومفاجأة عن تحرك امريكي بالمنطقة

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً بعد إعلان الولايات المتحدة عن حزمة المعدات العسكرية لتايوان التي تزيد قيمتها عن مليار دولار وإعراب الحكومة الصينية عن استيائها.. حتى باشرت تايوان مناورات عسكرية في تحدي واضح لوعيد بكين ضاربة به عرض الحائط.
فللمرة الثانية بدأت تايوان اليوم الاثنين مناورات دورية بالذخيرة الحية وسوف تستمر لمدة أسبوع. بهدف اختبار القدرات العسكرية لمختلف وحدات المشاة والمدرعات والهجوم بالمروحيات.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة الأنباء الألمانية إن هذه المناورات تعقد كل ثلاثة أشهر. وتجرى المناورات في مقاطعة بينجتونج بجنوب الجزيرة، ومن المتوقع أن تتضمن التدريبات المروحيات الهجومية طراز ايه اتش وان دبليو سوبر كوبرا، و ايه اتش 64 إي آباتشي.
وتعد هذه ثاني مرة تقوم بها تايوان بمناورات بالذخيرة الحية منذ أن زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، ثاني أبرز مسؤولة أمريكية، تايوان في زيارة أغضبت بكين.
وجاءت تلك المناورات، بعد يومين من صفقة الولايات المتحدة الأمريكية لبيع العتاد العسكري لتايوان مقابل أكثر من مليار دولار.
بهدف تعزيز دفاعاتها مع تحركات بكين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية، عن امتنانه لهذه الصفقة، التي من المتوقع أن تعزز من القدرات الدفاعية الجوية والبحرية للجزيرة لمواجهة أساليب المنطقة الرمادية التي تتبعها الصين، بالإضافة إلى تعزيز قدرات التحذير المبكر للجيش.
كما أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن هذه المبيعات “تخدم المصالح الاقتصادية ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة من خلال دعم جهود تايوان لتحديث قواتها المسلحة”.
ويشار إلى أن القيادة الصينية ترفض الاتصالات الرسمية من جانب الدول الأخرى مع تايبيه لأنها تعتبرها جزءا من البر الرئيسي.
ومن ناحية أخرى، ترى تايوان نفسها دولة مستقلة منذ وقت طويل.
وعلى لسان المتحدث باسم سفارة الصين بواشنطن توعدت بكين باتخاذ “إجراءات مضادة” إذا لم تتخلَّ الولايات المتحدة عن الصفقة الجديدة هذه لبيع أسلحة لتايوان. مؤكدا أن بكين ستأخذ هذه الخطوة بمنتهى الحزم.
ودعا بوقف مبيعات الأسلحة لتايوان والتفاعلات العسكرية معها، والإلغاء الفوري لصفقة مبيعات أسلحة لتايوان، التي من شأنها التسبب في مزيد من الاضرار للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة والسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التايوانية في بيان شكر، إن “مبيعات المعدات هذه لن تساعد جنودنا على التخلص من الإكراه في المنطقة الرمادية فحسب..
بل ستعزز أيضاً قدرات الإنذار المبكر للجزيرة ضد البالستيات الطويلة المدى”. ويأتي هذا الإعلان بعد إسقاط جنود تايوانيين منتشرين في جزيرة صغيرة قبالة سواحل بر الصين الرئيسي “طائرة مسيرة مدنية مجهولة الهوية”، بعدما خرقت منطقة محظورة، وفق ما أفاد الجيش التايواني.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان مقتضب إن “القوات المتمركزة اتّبعت الإجراءات لتحذير الطائرة المسيرة، لكن بدون جدوى.
ويعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة تحت خطر متواصل باحتمال حصول دخول صيني في أي وقت حتى لو تطلب ذلك اللجوء إلى القوة العسكرية.

Exit mobile version