حقق الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، فوزًا تاريخيًا على حساب نظيره الأهلي في مباراة القمة، بهدفين مقابل هدف، حيث سجل هدفي الأبيض كلًا من الكونغولي كابونجم كاسونجو وأيمن حفني، بينما أحرز هدف الأحمر وليد سليمان من ركلة جزاء.
فوز الزمالك رفع رصيده من النقاط في جدول بطولة الدوري لـ 61 نقطة عزز بها موقعه في المركز الثالث والذي ينافسه عليه بقوة النادي المصري كونه المركز المؤهل لبطولة الكونفدرالية الإفريقية، بينما استقرت نقاط الأهلي عند النقطة 85 في الصدارة والتي كان قد حسمها قبل 6 جولات على نهاية المسابقة.
فوز الزمالك بالأمس جاء على غير التوقعات التي كانت تشير إلى اكتساح الأهلي لغريمه التقليدي، خاصة في حالة الاستقرار الإداري والفني بالقلعة الحمراء، والفارق الكبير في عدد النقاط بين القطبين الذي كان قد وصل قبل المباراة لـ 27 نقطة.
الفوز “المباغت” للزمالك جاء بعدة ملامح يمكن تلخيصها فيما يأتي:
فوز تاريخي
لم يكن بسبب النتيجة فالزمالك فاز بفارق هدف وحيد ولكن كونه الفوز الأول للأبيض على الأهلي منذ 11 عام، حيث كان أخر فوز لأبناء ميت عقبة في موسم 20196 / 2017، عندما خاض المارد الأحمر المباراة بالصف الثاني بقرار من المدير الفني حينئذ البرتغالي مانويل جوزيه بعد حسم لقب بطولة الدوري رسميًا قبل عدة أسابيع.
عودة الروح
لم يتفوق الزمالك على الأهلي في المباراة فنيًا حيث كانت الفوارق الفنية بسيطة جدًا، ولكن الروح الغريبة والغير معتادة على لاعبي الأبيض خلال السنوات الماضية هي ما صنعت التفوق في المباراة، والتي كانت واضحة جليًا في الضغط المتواصل منذ اللحظة الأولي، وحتى النهاية فالاعداد البدني لا يضمن لك أن تستمر بهذا الأسلوب الضاغط طوال اللقاء، وقاد طارق حامد أبناء ميت عقبة في تلك الحالة فكان المثل العالي للروح والفداء من اجل التيشيرت الأبيض.
عودة الأمل
فوز الزمالك لم يكن مجرد فوز بثلاث نقاط بل فوز ببطولة خاصة غابت على مدار 11 سنة في الدوري، لتستعيد الجماهير البيضاء الأمل في الخروج ببطولة من هذا الموسم خلال الأيام القليلة المقبلة، عندما يستكمل الفريق الأبيض مشواره في كأس مصر، لتعويض اخفاقات مريرة بدأت بضياع بطولة الدوري والخروج من بطولة الكونفدرالية على يد فريق ولايتا ديتشا الإثيوبي المغمور، وكذلك الفشل في حصد المركز الثالث في جدول بطولة الدوري المؤهل لدوري أبطال إفريقيا هذا الموسم.
ميلاد ثلاثة نجوم في الزمالك
كعادة مباريات القمة والتي دائمًا ما تشهد ميلاد عدد من النجوم، فقد خرج الزمالك من تلك المواجهة باستعادة بريق 3 نجوم، هم الظهير الأيسر أحمد أبو الفتوح الذي قدم مباراة ولا روع وكون ثنائي أكثر من رائع مع النيجيري معروف يوسف، وكذلك يوسف أوباما فبعد ان كان على بعد خطوات من مغادرة البيت الأبيض جاءت مباراة القمة لتثبت انه لاعب من طينة اللاعبين الكبار الذين يمكن ان تعتمد عليهم في المواقف الصعبة، وأخيرًا الكونغولي كابونجو كاسونجو مسجل الهدف الأول لأبيض في اللقاء من نصف فرصة، والأول له في مواجهات القمة، ليثبت انه لاعب قادر على قيادة هجوم الفارس الأبيض، ليرد على كل منتقديه خلال الفترة الماضية.
فضح البدري
جاءت مباراة الزمالك لثبت للكثير من متابعي الأهلي خلال الموسمين الأخيرين ان المارد الأحمر لا يجد أي حلول في أي فريق يواجهه باسلوب الضغط طوال المباراة وفي كل ارجاء الملعب، لتعيد للأذهان مواجهتي الوداد المغربي في نهائي دوري أبطال إفريقيا، ومواجهة الفيصلي الأردني في قبل نهائي لبطولة العربية الماضية.
أزمة عبدالله السعيد
ترك السعيد الأهلي فتاه البدري، هذا ما وضح للقاصي والداني من خلال مبارة الأمس، فلم يجد المارد الأحمر الممول لهجماته خلال اللقاء، فلم يلعب الأحمر بخطة لعب جديدة تعوض رحيل النجم الكبير، حيث استقر الجهاز الفني على نفس طريق اللعب السابقة ابان مرحلة السعيد، في ظل عجز كل صناع اللعب الموجودين في القلعة الحمراء على القيام بهذا الدور.
نهاية مسيرة لاعبين في الأهلي
قضت مواجهة الأمس على لاعبي الأهلي كريم نيدفيد والظهير الأيسر صبري رحيل حيث فشل الأول في القيام بالدور الموكل إليه في منتصف الملعب فلم يقدم شئ يذكر بل كان عالة على الفريق، وذلك ما وضح جليًا بعد خروجه من الملعب حيث تحسن أداء الفريق وتمكن من تقليص الفارق، ليوجه ضربة جديدة في غرور وعند البدري الذي دائما ما يحابي اللاعب ويدافع عنه، أما رحيل فقد ظهر في الملعب وكأنه كما يقولون “خيال مقاتة” فقد كان متواجدًا بجسمه فقط فلم يساهم في المباراة دافعيًا او هجوميًا بل كان جزءًا ممن تسببوا في هدفي الزمالك.
وفي النهاية، هل سيتعلم الأهلي الدرس ويتدارك أخطائه الفنية ويعمل على تدعيم مواطن الضعف فيه خاصة في خط الدفاع والجبهة اليسرى ومنتصف الملعب؟؟، وهل سيواصل الزمالك صحوته، ويحقق لقب كأس مصر أم ستعود “ريمة لعادتها القديمة”؟؟..