البشير شو، وجه العراق الباسم، تجاوزت مشاهدات حلقاته نصف المليار على يوتيوب، متنفس الحرية الوحيد، وصوت الشارع العراقي. ولكن تلك الابتسامة تحمل بين طياتها قصة مأساوية مفجعة. فيا ترى؟ ما الذي تخفيه تلك الابتسامة؟
ولد أحمد عبد الهادي بشير الدليمي في عام 1984 لعائلة إسلامية ملتزمة، والده كان دكتورا بالشريعة الإسلامية وكانت تربيته دينية متشددة يغلب عليها الطابع العشائري.
كانت الصدمة الأولى عندما نقل إليه أحد جيرانه خبر وفاة أخيه الصغير ذا الخمسة عشر عاما، إثر سقوط قذيفة هاون على حديقة منزله.
عند عودة أحمد البشير إلى المنزل لم يجد من أخيه الصغير إلا بقايا عظام ولحم متناثرة على جوانب حديقة المنزل، ووجد أباه منهارا من البكاء.
يقول البشير: كانت هذه المرة الوحيدة التي رأيت والدي يبكي فيها”.وعلى إثر تلك الحادثة هرب البشير من المنزل وذهب إلى بيت بن عمه هربا من الواقع المؤلم.
توالت مصائب عائلة البشير وفي عام 2007 اختطف تنظيم القاعدة بالعراق والد البشير المصاب بالفشل الكلوي.
أطلقوا سراحه بعد عدة أيام ولكن حالته الصحية كانت قد تدهورت بشكل كبير نتيجة التعذيب، وتوفي فيما بعد إثر توقف كليته.
رغم تلك الصعاب تخرج البشير من الجامعة وخلال تغطيته إحدى المهرجانات الشعرية، وقع انفجار انتحاري في المهرجان وأصيب على إثره وقتل سبعة من أصدقائه.
وبعدها بفترة قُتل بن عمه أيضا على إثر انفجار لعبوة ناسفة بالعراق.كانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للبشير فبعدها قرر الهروب من العراق.
كانت تلك نقطة الانطلاق الجديدة للبشير ونقطة التحول المحورية في حياته فقام بعدها بتقديم أول برنامج له الذي كان يحمل اسم: “شكو ماكو”.
ثم قدم بعدها برامج عدة مثل ليفة ستايل ومقطاطة وأبو لسان، ثم قدم بعدها أكبر خطوة في تاريخه المهني.ففي عام 2014 بدأ بتقديم برنامج “البشير شو” على قناة الشاهد المستقل.
كان برنامج البشير شو جريئا في طرح مشاكل الشارع العراقي ونتيجة لذلك تم عرض موسمه الثاني على يوتيوب فقط.
وعرض الموسم الثالث على قناتي دويتش فيلا العربية وقناة السومرية، لكن الجهات الرسمية الحكومية بدأت بالتضييق على عرض البرنامج.
منعت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية عرض البرنامج على قناة السومرية بحجة مخالفته لمواد الالتزام والنزاهة، واستخدامه للغة الهابطة والايحاءات المسيئة.
أدى ذلك إلى عرض البرنامج قناة دويتش فيلا مع عرضه على اليوتيوب بعد ساعة واحدة من ميعاد العرض الرئيسي.
استمرت نجاحات البشير وفي رمضان 2019 أخرج مسلسل “لخه” العراقي والذي أخذ طابعا كوميديا واجتماعيا.
نجاح البشير جعله هدفا لكل الجماعات المسلحة بالعراق على اختلاف طوائفها وفي عام 2020 تلقى تهديدات من بعض الجماعات المسلحة تَنسب نفسها للتيار الصدري بالعراق بعد سخريته من زعيم التيار الصدري.
لتكتمل لنا قصة أحمد البشير من فتى حطمته الحروب والنزاعات الطائفية إلى أشهر إعلامي في العراق وصوت الشارع فيها.