سد النهضة هو أحد أطول الأزمات في تاريخ القارة السمراء، والتي تمثل تهديد وجودي لمصر، لاسيما أن الأزمة مستمرة منذ 11 عاما، دون حل يذكر، أو اتفاق بين الدول الثلاث فشلت خلال السنوات الطويلة الوساطات المختلفة لإقناع إثيوبيا بالتوقيع على اتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، ودخلت الأزمة إلى قبة البرلمان المصري ليشهد مواجهة ساخنة بين وزير الموارد المائية والري و110 نواب في البرلمان.. ماذا حدث تحت القبة؟
قضية سد النهضة، أحد أهم القضايا التي تشغل الرأي العام المصري، لاسيما أنها قضية وجودية للحياة في مصر، ما استدعى مناقشاتها تحت قبة البرلمان لتخرج أسرار لم تكن في الحسبان.
كشف الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية المصري، عن عدم تأثر بلاده بالملء الثالث لسد النهضة بسبب مفاجأة لم تحدث منذ 115 عاما.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، المنعقدة برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، والمخصصة لمواجهة الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، بنحو 110 أدوات رقابية.
وقال الوزير المصري إن مصر لم تتأثر بالملء الثالث لسد النهضة بسبب فيضان كبير لم يحدث منذ 115 عاما، وهطول كميات كبيرة من الأمطار، جعلت مصر تحصل على كميات مياه لم يسبق لها مثيل، مضيفا أن ذلك أدى لعدم التأثر مطلقا بما قامت به إثيوبيا من تخزين ثالث في سد النهضة.
وذكر “سويلم” أن مصر تقوم بمراقبة ما يتم في إثيوبيا بشكل يومي، وبناء عليه يتم الإعداد من الناحية المائية لأي طارئ، مطمئنا المصريين على اجتياز المرحلة المقبلة وبأقل تأثير، ومؤكدًا أن الملء الثالث تم التعامل معه فنيا.
وكشف الوزير المصري إن وزارته تتابع بدقة تأثير ملء سد النهضة الإثيوبي على كميات المياه القادمة لمصر وللسد العالي، وبناء على المتابعة يتم وضع الاستعدادات اللازمة، موضحا أن بلاده تحصل على المعلومات حول سد النهضة من الأقمار الصناعية أو بالطرق العلمية المختلفة.
وحول ما يتم استقطاعه في اثيوبيا من حصة مصر بسبب سد النهضة، أكد الوزير أن ما يستقطع يتم تعويضه من مياه السد العالى.
وكان النائب مصطفى بكري، أكد أن بدأ إثيوبيا في الملء الرابع لسد النهضة أمر خطير ينعكس سلبًا على حصة مصر من المياه البالغة كميتها 55 مليار متر مكعب .
وأشار بكري إلى أن إثيوبيا لم تلتزم بالاتفاقيات التي وقعتها؛ منها البيان الرئاسي لمجلس الأمن، والالتزام القانوني بقواعد الملء والتشغيل ووثيقة المبادئ التي وقعت عليها، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتعلق بإثيوبيا فقط؛ ولكن هناك مَن يتآمر على مصر، فكما أن هناك استهدافًا للأمن المائي، فإن مصر مستهدفة أيضًا في أمنها القومي، لأن المطلوب من تلك المؤامرات هو إفشال الدولة المصرية .
ملف قضية سد النهضة شهد العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 11 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل، فكان للبرلمان أن يتدخل ليعرض شواغل الشارع المصري.. فهل تحل هذه القضية قريبا؟