تصعيد متبادل بين أكبر قوة نووية على سطح الكوكب، يقودنا إلى النهاية المحتومة، التي لا مفر منها، حيث تواصل روسيا عملياتها العسكرية وتصعيدها ضد حلف الناتو، فيما يواصل الحلف مد أوكرانيا بالمعدات العسكرية ويواصل تقويض وحصار الدب الروسى من خلال خطوات مدروسة آخرها ضم فنلندا لتكون العضو الأخير في الحلف.. ولكن ماذا حدث جعل الناتو يغير عقيدته العسكرية؟
في خطوة جديدة لمواجهة الدب الروسى، يسعى حلف شمال الأطلسى إلى إقرار خطط جديدة لتعزيز تواجده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، خلال قمة فيلنيوس المرتقبة في ومي 11 و 12 يوليو المقبل.
ويسعى حلف شمال الأطلسى لإعادة ترتيب أوراقه وخططه العسكرية لمواجهة روسيا في إطار المتغيرات الجديدة، فى ظل توتر الأوضاع بين الحلف وموسكو بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتضمن خطط حلف الناتو تعزيز مستوى التنسيق بين الإدارات العسكرية للدول الأعضاء والقيادة الجماعية للتحالف، وبالإضافة إلى ما سبق يسعى الحلف لزيادة الاستعداد لأى مواجهة عسكرية محتملة مع روسيا.
وفى القمة المرتقبة خلال يوليو المقبل، سيدرس قادة دول الحلف الموافقة على “آلاف الصفحات من خطط العمليات العسكرية السرية” والتي وضعها قادة العمليات بالحلف، لأول مرة منذ المواجهة الباردة للرد على أى عملية عسكرية روسيا ضد الدول الأعضاء.
وفي تعليقه على الخطوات السريعة التي يقوم بها الحلف، قال رئيس اللجنة العسكرية للناتو، إن مثل هذه الخطط للحلف تفتح حقبة جديدة من الدفاع الجماعي.
تحالف يستعد للدفاع عن كل سنتيمتر من أراضيه، هكذا وصف القائد العام لقوات الناتو في أوروبا كريستوفر كافولي، مؤكدا تغير العقيدة لحلف شمال الأطلسى من مجرد تحالف تتركز مهامه على تنفيذ عمليات خارج منطقة مسؤوليته المباشرة، إلا تحالف يدافع عن كل سنتيمتر من أراضيه.
وشدد قائد الناتو، على أن خطط الحلف الناتو تدمج خطط الدفاع للدول الواقعة على خط المواجهة مع روسيا، والتي ينبغي أن تحسن القدرة على نشر القوات بالوقت المناسب وفي المكان المناسب.
ومع تلك التصريحات القوية التي تعد تغيرًا كبيرًا في عقيدة الناتو، لم يذكر القائد العام لقوات الناتو في أوروبا بصراحة الطرف الذي ينوي الحلف التصدي له لحماية كل سنتيمتر من أراضي الناتو.
ولكن أشار مسئول آخر بحلف الناتو إلى روسيا بالاسم بعيدا عن التصريحات الدبلوماسية، حيث أكد رئيس اللجنة العسكرية الأدميرال باور، أن الخدمات العسكرية للناتو، تراقب نمط متزايد لسلوك روسيا، مؤكدًا أن دول الحلف حققت معا الآن أهم تعزيز منذ المواجهة الباردة، لكن هذا العمل لم يكتمل بعد”.
ومع كل الجهود التي يقوم بها، الحلف من أجل تعزيز حماية حدوده، يعمل الحلف بالتوازي على تقويض قوة روسيا من خلال المد العسكري الذي لا يتوقف إلى أوكرانيا بأحدث المعدات العسكرية التي تجعلها قادرة على القيام بعملية عسكرية مضادة لإنقاذ أرضيها من براثن الدب الروسى.. فهل تحدث المواجهة المباشرة بين القوة النووية العظمى؟