منوعات

أسرار العقيد معمر القذافي وكيف أخرج السادات عن شعوره؟

رحل عن الحكم والحياة ولا زال تاريخه مادة مثيرة لحالة جدل لا تنتهي في الداخل والخارج الليبي بين مؤيدين ربطوا بين عهده وبين الاستقرار ومعارضين اعتبروه سبب ما وصلت إليه ليبيا حتى الآن.. لكن الجميع يرونه الزعيم الأغرب على مستوى العالم.

أربعين عاما كاملة حكم فيها ليبيا بطريقته الخاصة وسياسته الغريبة، حتى ترك الرجل المحللين في حيرة من أمره أمام تصرفاته المريبة.. وبعد أحد عشر عاما من رحيله لا زالت أسرار العقيد معمر القذافي غنية بالمزيد من المفاجآت التي تتكشف يوما تلو آخر.

كان أغرب ما اعتاده القذافي لغته التي يتكلم بها والتي حيرت المترجمين.. فما من مرة يجري حوارا متلفزا مع مراسل من مراسلي الصحف أو القنوات إلا وكان الرجل يمزج في حديثة بين اللغتين «العربية والإنجليزية».. وفجأة يترك محدثه لينظر إلى سقف المكان الذي يتواجد فيه فلا يفهم محاوره ماذا يقصد العقيد.

كان التعرف على القذافي سهل جدا حال وجوده بين عشرات الزعماء بمجرد النظرة إلى ملابسه التي ترتبط بأفكاره الغريبة فالعقيد من بزات عسكرية إلى ملابس أشبه بالفُرُش.

فجأة وقف القذافي يوما يخطب في محفل دولي وأمام الكاميرات ذكر عبارة «أمور تزيد الطين بلة».. ثم عاد يضع جهاز الترجمة على أذنه ليعرف كيف سيترجم المترجم هذه الكلمة ثم أخذ يشرح للمترجم معنى ذلك المثل العربي.

تصريحات القذافي كانت أشد غرابة من مواقفه ففي دفاعه عن حقوق الإنسان يقول العقيد: إن للسيدة حقوق سواء كانت ذكراً أو أنثى.. وقال أيضا: بر الوالدين مهم سواء كانت أمك أو أبيك.

وفي حوار تلفزيوني على قناة الجزيرة أخذ العقيد يشرح فلسفته الخاصة بتعريف الديمقراطية بقوله: إن كلمة ديمقراطية كلمة عربية معناها “ديمة كراسي”، أي أن يجلس الشعب على الكراسي.. وكان من أشد تصريحاته غرابة خطابه للشعب الليبي الذي قال فيه: تظاهروا كما تشاؤون ولكن لا تخرجوا إلى الشوارع والميادين.

علاقة القذافي بالرئيس المصري الراحل أنور السادات لم تخل أيضا من مواقف غريبة منها محاولة العقيد استفزاز مصر نا حدا بالسادات إلى إدخال قوات مصرية إلى طرابلس وخرج حينها يقول: عملنا شغلنا وخرجنا. وذلك في خطاب أصرَّ خلاله السادات على الرد على استفزازات القذافي.

استغل السادات تصريحات القذافي المعادية للاتحاد السوفيتي حينها وعدوله عنها لاحقا بتقوية العلاقة مع السوفيت الأمر الذي علَّق عليه السادات في خطاب رسمي بقوله: لا أعلم هل معمر قلب أم أن الاتحاد السوفيتي آمن؟ . وذلك في إشارة واضحة من السادات إلى عدم اتزان تصرفات القذافي.

الحراسة النسائية.. كانت تلك أغرب أساليب القذافي في تأمين نفسه وكان يصر على أن من يتم اختيارهن لحراسته من الضابطات من العازبات ولم يكن يسمح لهن سوى بوضع قليل من المكياج.

وكشفت عائشة عبد السلام إحدى حارسات القذافي بعد رحيله أنه كان يتعمد اختيار العازبات لتفرغهن للعمل في الحراسة واختار النساء لإظهارهن أمام العالم أنهن ذوات دور في ليبيا شأنهن شأن الرجال.

رحل القذافي ولم ترحل غرائبه التي يظهر الجديد منها يوما تلو آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى