رغم مرور نحو أسبوعين على الزلزال الكبير الذي ضرب جنوب تركيا وأجزاء واسعة من سوريا، لم تتوقّف توابعه ممثلة في الهزات الأرضية من حينها حتى الآن، حيث تم تسجيل آلاف الهزات.. إلا أن هذه الهزات بالإضافة إلى زلزال أسطنبول المنتظر مجرد بروفة بسيطة.. ماذا ينتظر أسطنبول؟
نحو أسبوعين على زلزال تركيا الإثنين الأسود، إلا أن الهزات الأرضية مازالت مستمرة، فبحسب مدير عام مخاطر الزلازل والحد منها في إدارة الكوارث والطوارئ التركية أورهان تاتار، تعرضت تركيا لنحو 4700 هزة ارتدادية منذ الزلزال الذي ضربها في 6 فبراير الجاري.
تحديدا، يتم تسجيل هزة ارتدادية كل 4 دقائق، لكن معظم توابع الزلزال هذه محسوسة، وهناك العديد من التوابع بلغت قوتها 3.5 درجة وما فوق، لكن توابع الزلزال التي بلغت قوتها 4 وما فوق وصلت لنحو 40، كما يقول تاتار الذي يرى أن “هذا الوضع غير عادي”.
وسبب أنه غير عادي بتعبير الخبير التركي، أنه تم كسر 5 أجزاء مختلفة من منطقة صدع شرق الأناضول؛ ونتيجة لذلك حدث تمزق سطحي في نحو 400 كيلومتر.
ويوجد في تركيا صدعان، صدع شرق الأناضول وصدع شمال الأناضول، وحدث كسر في القشرة الأرضية في صدع شرق الأناضول.
ويبدو أن زلزال كهرمان مرعش الأخير ما هو إلا بداية، حيث يقول الخبراء إن هناك فرصة بنسبة 95 بالمئة، أن يضرب زلزال بقوة 7 درجات أو أقوى إسطنبول، في غضون الـ70 عاما القادمة.
زلزال بهذه القوة من شأنه أن يلحق أضرارا جسيمة أو يدمر ما يقدر بنحو 194000 مبنى، وفقا لأحدث نسخة من الخطة الرئيسية لزلزال إسطنبول المرتقب، التي نُشرت في عام 2018.
وفقا لصحيفة “حرييت”، زلزال إسطنبول المرتقب يمكن أن يضرب “في أي لحظة الآن”.وبحسب الخبراء، فإن زلزال إسطنبول المتوقع سيتجاوز الخسائر في كهرمان مرعش من حيث الدمار الذي سيحدثه والعواقب الاقتصادية والاجتماعية التي سيحدثها.
بمعنى آخر، زلزال كهرمان مرعش كان “بروفة” لزلزال إسطنبول القادم، على حد تعبير الصحيفة التركية.وفقًا لتقرير مرصد قاندلي التابع لجامعة بوغازيشي ومعهد أبحاث الزلازل، هناك 1.164 مليون مبنى و4.5 مليون شقة في إسطنبول، ويعيش في المتوسط 3.3 شخص في كل شقة.
في زلزال بقوة 7.5 وما فوق، من المتوقع أن يتعرض 13 ألف مبنى لأضرار جسيمة، و39 ألفا مبنى لأضرار بالغة، و136 ألفا مبنى لأضرار متوسطة.
حقيقة أن عدد الشقق المتوقع تعرضها لأضرار جسيمة في سيناريو الزلزال 7.5 وما فوق يزيد عن 211 ألف شقة.
ولا يمكن حساب نوع الخسارة التي سيحدثها زلزال محتمل للبلاد بأكملها، وليس فقط إسطنبول، التي تبلغ حصتها في الاقتصاد التركي 50 بالمئة.
بالإضافة إلى المشاكل الداخلية التي ستحدث، فإن مشاكل من نوع آخر ستظهر للعلن، أبرزها تهديد الأمن القومي، وحالة الفوضى التي ستضرب البلد بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية والاجتماعية.