بينما السادات يحضر لخطة العبور الوشيك، جاءه زائر بلا ميعاد يحذره ويبشره بنصر غير متوقع لنزاع لم يعلن عنه بعد.
ما الذي تعرفه عن شيخ الأزهر السابق عبد الحليم محمود، ولماذا رفض الرئيس الأمريكي في نيويورك هديته التي أهداها إليه؟ هذا ما سنعرفه في التقرير التالي:
في عام 1977م، دُعي مجموعة من كبار علماء الأزهر كان على رأسهم شيخ الأزهر عبد الحليم محمود، إلى جانب مجموعة من القراء العظام مثل الشيخ محمود خليل الحصري، بمبنى الأمم المتحدة بنيويورك لإلقاء محاضرة عن الإسلام هناك.
بدأ الشيخ خليل الحصري برفع الأذان داخل قاعات الكونغرس الأمريكي، تحت أنظار وأسماع الضيوف، ليبدأ بعدها شيخ الأزهر عبد الحليم محمود بإلقاء محاضرة تعريفية عن الإسلام أمام الحضور.
وعقب انتهاء المحاضرة، استقبل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر حينها، الشيخ عبد الحليم محمود ومعه الشيخ الحصري بالإضافة لسفير مصر في أمريكا أشرف غبريال.
ثم أهدوا الرئيس الأمريكي نسخة للقرآن الكريم بصوت الشيخ الحصري، وبينما يتحدث الرئيس الأمريكي مع شيخ الأزهر لفت نظره السبحة التي في يديه، وأبدى إعجابه بها.
فما كان من شيخ الأزهر إلا أن قدمها له هدية فورا، لكن الرئيس الأمريكي لم يقبل الهدية، واستفسر عن ثمنها أولا.
رد الشيخ محمود قائلا: «يا سيدي.. ليس بيننا حساب»، رد الرئيس «لكنه القانون عندنا»، تبسم الإمام قائلاً: وهل للهدايا عندكم قانون؟!
أجابه الرئيس: «نعم.. إذا جاوزت الهدية الثلاثين دولارا، لا يحق لي امتلاكها، وتكون الدولة أولى وأحق بها مني».
رد الإمام «إذن يحق لك امتلاكها، ثمنها لا يتجاوز الثلاثين دولار بأي حال».
وللشيخ عبد الحليم محمود موقف آخر في عام 1973، حينما تنبأ في رؤيا منامية بنتائج ما سيحدث في المستقبل.
فقبيل يوم 6 العاشر من رمضان، رأى الشيخ محمود نبى الله محمد في المنام وهو يعبر قناة السويس ومعه جنود مصر.
ورغم أن المواعيد كانت سرية وغير معلنة؛ إلا أن الإمام عبد الحليم محمود ذهب يوم الثالث من أكتوبر من عام 1973 لمقابلة الرئيس السادات على وجه دون ميعاد سابق.
وعند ذهابه إلى بيته بالجيزة لم يجده، فتوجه فورا إلي مكان آخر فوجده ومشغولا، ولكنه أصر على مقابلته رغم تحذيرات الرئيس بعدم دخول أحد عليه في هذا التوقيت الصعب.
لكن الإمام أصرَّ على الدخول فما كان من حارس السادات إلا أن دخل على الرئيس وأخبره برغبة الشيخ عبد الحليم محمود في الدخول.
وبعد الإلحاح المستمر، استضاف الرئيس الشيخ وقبل أن يسأله عن سبب الزيارة بدون ميعاد مسبق عاجله الإمام بقوله: الرسول يبشرك بالنصر يا سيادة الرئيس.. وبالفعل تحققت نبوءته.