ما بين أمٍ تستغيث ومُسنٍ بالكاد يتحرك بحثاً عن مخرج وطفل في حالة صدمة يبدو مذهولا أو يبكي فزعا مما أصابه تحول تداعيات زلزال تركيا إلى مشاهد مؤلمة.
استيقظ آلاف الأتراك على هزات أرضية أنذرت بنهاية حياة الآلاف وأنهت أعمار العشرات منهم بينما تسارع فرق الإنقاذ بحثا عن أمل في وجود ناجين ممن كُتِبت لهم الحياة.
ما بين غمضة عين وانتباهتها تحولت العمارات السكنية والمنازل في تركيا إلى ما يشبه الدمى التي تتلاعب بها الهزة الأرضية الأعنف في تاريخ البلاد منذ عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين.
أمام صدمة المواطنين الأتراك لم يعد لقواعد السلامة وإجراءات الحماية الشخصية المفترض اتباعها. لم يعد لها من وجود في أذهان المواطنين الذين أصابتهم الصدمة من هول المشاهد الصعبة التي عاشوها بسبب الزلزال الذي بلغت قوته سبعة فاصل تسعة من عشرة على مقياس ريختر.
على الفور دفعت السلطات التركية بمزيد من فرق ورجال الإنقاذ إلى المواقع المتضررة. فيما تعاني تلك الفرق – حتى الآن – تحديا صعبا جرَّاء عامل الوقت. حيث لا تستطيع تعجيل عمليات إزالة الأنقاض أثناء البحث عن ناجين لاحتمالات شبه مؤكدة لدى الخبراء بإمكانية وجود أحياء تحت تلك الأنقاض.
حتى الآن تشير التقديرات الأولية إلى أن ستة وسبعين مواطنا تركيا قضوا في ذلك الزلزال بينما أصيب أربعمائة وأربعين آخرون ولا زال لدى فرق الإنقاذ أمل في العثور على ناجين فيما صدرت تعليمات مشددة بضرورة توخي أقصى درجات الحذر في إزالة الركام من مواقع المباني والعقارات السكنية المنهارة وتلقت فرق البحث تعزيزات إضافية.
تداعيات الزلزال التركي لم تتوقف عند حدود تركيا فحسب بل شعر به أيضا مواطنو قبرص ولبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر، واضطرت الجهات المعنية في عدد من تلك الدول إلى إصدار بيانات بآخر ما لديها من نتائج بشأن رصد تداعيات الهزات الأرضية العنيفة التي لم يكن متوقعا أن تصل إلى تلك القوة.
مواطنون أترك وثقوا المشاهد الصعبة التي عاشوها بسبب الزلزال العنيف و تداولوا مقاطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي توثق تأرجح العقارات السكنية بخلفية أصوات الدعاء والتضرع لعل مخاوفهم تهدأ من وقع ما عشوه من صدمات صعبة.
شهود عيان أكدوا أن دقيقة واحدة كانت مدة الزلزال انتهت إلى هذه النتائج التي خلفت مآسي مشاهد إنسانية مثيرة للشفقة والحزن، فيما أكدت تقارير الرصد الزلزالي أن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات قرب مدينة كهرمان مرعش.
في أول تعليق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبدى الرئيس أمله في تجاوز تداعياته في أقرب وقت وبأقل الأضرار وأصدرت الدول بيانات تعزي فيها أنقرة جراء ما حدث ووجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقييم المناطق الأكثر تضررا في سياق تقديم المساعدة لتركيا.
وألقى الزلزال بتداعيات مماثلة على سوريا حيث أنهى حياة ثلاثة وستين شخصا في توقيت متزامن.
ستون ثانية أربكت دولا بأكملها بهزات أرضية صعبة وخلف مآس إنسانية واسعة النطاق لم يعد للبشرية بعدها قدرة على تفادي تلك التداعيات سوى بمد أيادي العون والدعاء برحمة الراحلين وبالصبر لذويهم.