أرواح تحت الركام تنتظر من ينقذها، مئات البيوت بلا أبواب أو نوافذ، أسر كاملة فى الشوارع لا تجد حائط يسترها، أو يخبئها من البرد القارس الذي تمر به المنطقة فى فصل الشتاء، المئات يبحثون عن الطعام والماء والدواء فى ظل ضياع كل شئ تحت الأنقاض لتأتى مساعدات الأشقاء بردا وسلاما على دولتي سوريا وتركيا لتمد يد العون في ظل كارثة تفوق قدرات أي دولة وحيدة على تجاوزها، هل أعادت الأرواح المحبوسة تحت الأنقاض العلاقات التركية المصرية؟
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مداخلة هاتفية مع الرئيسين السورى والتركى للتعبير عن تعاطف مصر مع دمشق وأنقرة فى مواجهة الزلزال الضخم.
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد، عن تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا الحادث، مشيراً إلى توجيهات بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا.
أجرى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكداً تضامن مصر مع الشعب التركي الشقيق، وتقديم المساعدة والإغاثة الإنسانية لتجاوز آثار هذه الكارثة، لتكون هذه المداخلة بين الرئيسين بعد اللقاء في قطر على هامش افتتاح كأس العالم والاتفاق على تطوير العلاقات المجمدة بين البلدين.
ومن جانبه، قدم الرئيس التركي الشُكر للسيد الرئيس على هذه المشاعر الطيبة، مشيراً إلى أنها تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي الشقيقين.
مهدت الأزمة الإنسانية فى تركيا وسوريا على إعادة العلاقات الرسمية مع مصر، وإعادة التواصل بشكل طبيعي بين زعماء البلدين، بعد سنوات طويلة تجمدت خلال العلاقات واتخذت مسارات بعيدا عن الشكل الدبلوماسي الطبيعي.
أجبرت الأرواح تحت الأنقاض الدول أن تسمو فوق خلافاتها لتستعيد طبيعة العلاقات وعرض المساعدة من أجل الوقوف مع الأشقاء فى وقت الشدة لاسيما أن هذه الأزمة الإنسانية تعجز عن مواجهاتها أقوى الدول بمفردها.
فبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، أرسلت جمهورية مصر العربية 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا.
يضيق الوقت شيئا فشيئا أمام الآلاف من عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا، بينما يحاولون إخراج العالقين من تحت أنقاض الزالزالين اللذين ضربا المنطقة، في كارثة أحدث دمارا هائلا، وسط تقديرات بأن تؤثر على حياة الملايين من الأشخاص.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن 16 ألف من رجال الإنقاذ في تركيا يخوضون سباقا ضد الزمن لأجل البحث عن ناجين، فيما أعلن متطوعون أجانب قدومهم إلى البلاد لأجل المساعدة.
تشكل ظروف الطقس عقبة أمام جهود الإنقاذ، نظرا إلى البرد القارس وتساقط الثلوج في عدد من المناطق التي تعرضت للزلزالين في كل من تركيا وسوريا.
في مركز الزلزال، مثلا، بمدينة كهرمان مرعش، شمالي غازي عنتاب، تنزل الحرارة إلى ما دون الصفر خلال فترة الليل، وهذا الأمر يصعب تحمله من عناصر الإنقاذ ومن العالقين تحت الأنقاض على حد سواء.
وإذا كان الشخص العالق يستطيع أن يصبر ليوم أو اثنين أو حتى ثلاثة في الظروف العادية، فإن شدة البرد تنذر بتقصير هذه المدة، ولا يقتصر الأمر على تدني درجة الحرارة، بل إن الثلوج تساقطت في عدة مناطق من سوريا وتركيا، خلال الأيام الأخيرة.