بعد مسيرة طويلة رحلت الملكة إليزابيث الثانية، ليتم تأبينها في مراسم ملكية أسطورية تستغرق 10 أيام تقريبًا من قلعة بالمورال ويمر على قلعة أدنبرة ومنها إلى كاتدرائية سانت جوزيف ثم إلى قصر باكنجهام ثم نقلها إلى آخر محطاتها في قاعة وستمنستر.
فما تكلفة مراسم وداعها ومن سيدفعها أيضًا؟، كل تلك أسئلة وتفاصيل شغلت الرأي العام والعربي أيضًا خلال الأونة الماضية، وسنحاول أن نجيب عليها في التالي:
في السابع من سبتمبر الجاري، أعلنت المملكة المتحدة البريطانية وداع ملكتها التي ظلت على العرش لأكثر من 70 عامًا، ولأكثر من 96 آخرين كتبت قصتها الطويلة.
الملكة البريطانية والتي تُقدر ثروة عائلتها بنحو 28 مليار دولار، ستكون مراسم وداعها بالطبع ضخمة وباهظة الثمن، فبينما لم تكشف الحكومة البريطانية عن كلفتها أو من سيتكفل بها، هل العائلة المالكة أو الدولة أم آخرين.
حيث من المتوقع يغطيها دافعو الضرائب، بحسب نيويورك تايمز، ومع مراعاة أزمة التضخم الحالية التي تضرب البلاد، من المتوقع أيضًا أن تكلفة مراسم وداع الملكة، ستتخطى آخر مراسم في بريطانيا، والتي كانت لـ ونستون تشرشل عام 1965.
وأيضًا تلك المراسم للملكة إليزابيث الملكة الأم، التي كلفت 825 ألف جنيه إسترليني (954 ألف دولار)، فيما كلفت الإجراءات الأمنية 4.3 مليون جنيه إسترليني (5 ملايين دولار).
ما يُعني أن مراسم الوداع للملكة إليزابيث الثانية قد تصل تكلفتها لأكثر من 10 ملايين دولار بحسب الموقع ذاته، وهو الأمر الذي يأتي في وقت تواجه في المملكة البريطانية أسرع ارتفاع لوتيرة أسعار الاستهلاك منذ أربعة عقود، حيث تخطت نسبة التضخم الـ 10 في المئة.
والمراسم التي من المقرر أن تتم الإثنين الموافق 19 سبتمبر 2022، بحضور 500 ممثل من 200 دولة، وسط حراسة أمنية مشددة للغاية.
كما سيشارك فيها كل من وكالة القسم الخامس في هيئة المخابرات العسكرية البريطانية، وجهاز الاستخبارات الوطني، وشرطة لندن، ومكاتب المخابرات في كافة أنحاء العالم.
وقال سايمون مورجان، ضابط أمن ملكي سابق، إن تأمين مراسم وداع الملكة إليزابيث سيكون الأضخم في تاريخ المملكة المتحدة.
مورجان أكد أيضًا، أنها ستتجاوز تعزيزات الشرطة الأمنية خلال انعقاد الأولمبياد. ويتوقع مورجان أن تصل تكلفة تأمين مراسم الوداع إلى 7.5 مليون دولار.
كما ستغلق مدينة لندن بشكل كامل، إذ ستبلغ أعداد حاضري المراسم، وفقا للتوقعات، 750 ألف شخص، يأتي ذلك في الوقت الذي يشعر الكثير من الناس بالقلق بشأن الكيفية التي سيدفعون بها تكاليف التدفئة هذا الشتاء.
فمن المتوقع أن يرتفع متوسط فواتير الأسرة بنسبة 80 في المئة الشهر المقبل، فيما يتوقع بنك إنجلترا أن يبدأ ركود طويل الأمد في وقت لاحق من هذا العام.
أما القضية الأكبر بالنسبة للجمهور البريطاني، فهي الافتقار إلى الشفافية حول الشؤون المالية للعائلة المالكة، خاصة وأن أفرادها لا يخضعون لضريبة الميراث، حيث أن البريطانيين يدفعون عادة ضريبة بنسبة 40 في المئة على أي شيء يرثونه وتزيد قيمته عن 325 ألف جنيه إسترليني.
هذا وتمنح وزارة الخزانة البريطانية للأسرة المالكة دفعة تسمى منحة سيادية، كان آخرها حوالي 100 مليون دولار.
تستخدم لأداء واجبات ملكية رسمية، مثل الزيارات والرواتب والتدبير المنزلي، لكنها لا تغطي تكاليف الأمن، التي تدفعها الحكومة وتبقى سرية.