هل تراجعت الإيكواس عن تهديداتها أم نجحت الضغوط الدولية بوقف العملية العسكرية؟

الجميع يضع يده على قلبه، ليلة لم تكن سهلة على دول غرب إفريقيا.. وفرنسا كانت تتمنى المواجهة العسكرية.. جدل واختلاف فى دول غرب إفريقيا حول قرار الإيكواس بالتدخل العسكرى بعد أسبوع من إزاحة الرئيس المنتخب عن كرسيه من قبل المجلس العسكري، وها قد انقضت المهلة المقررة.. فهل تراجعت الإيكواس عن تهديداتها أم نجحت الضغوط الدولية بوقف العملية العسكرية؟

هدد موقف المجلس العسكري في النيجر، مصالح الغرب وبخاصة فرنسا بمنطقة غرب إفريقيا فالنجير هى الشريك الاقتصادى الأكبر لباريس والكارت الرابح وربما اللأخير لها من بين دول غرب إفريقيا التي أعلنت خلال العاميين السابقين رفضها للوجود لفرنسى وفض أى شراكات عسكرية أو اقتصادية تربطهما.

وهذا يفسر تحركات فرنسا الغاضبة حيال الأزمة في النيجر، وترحيبها بقرار الإيكواس بالتدخل العسكرى لإعادة السلطة للرئيس المنتخب محمد بازوم والذى يتم احتجازه داخل القصر الرئاسى بالعاصمة نيامى وسط مطالبات دولية بالإفراج عنه.

وبالإضافة إلى فرنسا، ترفض الولايات المتحدة الأمريكية التحركات العسكرية ضد الرئيس المنتخب، لاسيماأن أرض النيجر بها قاعدة عسكرية أمريكية، حيث تعتبر النيجر هى المنطقة العسكرية لأمريكا فى دول غرب إفريقيا

ورصدت التقارير الصحفية، أن الولايات المتحدة الأمريكية يوجد لها نحو 1000 عسكري في النيجر.

في الوقت ذاته ولكن على الجانب الآخر من الأزمة كان موقف بوركينا فاسو ومالى، مؤيد للتحرك العسكري ضد الرئيس بازوم، ومؤيد لإنهاء التواجد الفرنسي في غرب القارة الإفريقية، مؤكدين أن أي عمل عسكري موجه ضد النيجر هو عمل عسكري موجه ضدهما.

فيما رفضتا تشاد والجزائر أى تدخل عسكرى في النيجر مؤكدين أنه يجب حل الأمور بعيدًا عن العمل العسكري الذي قد يخلق أزمة كبيرة قد نعرف بدايتها ولا نعرف نهايتها.

ومع نهاية المهلة اليوم التي فرضها إيكواس، لم تتحرك الآليات العسكرية ولم تنفذ تهديداتها، بسبب عدة عوامل أهمها العوائق الجعرافية، ربما هى السبب الأول للتراجع عن قرار الاستهداف العسكرى.. فدول الجوار النيجرى تعلم أن الحل العسكرى لن تحمد عواقبه وسيجر خلفه أزمات لا تتحملها المنطقة.

فتنفيذ أى تدخل عسكرى فى النيجر من قبل الإيكواس أو غيرهم سيقابله عملية عسكرية مضادة من مالى وبوركينا فاسو حسب بيانهم المشترك، مع تصريح رئيس مجموعه فاجنر الروسية حول جاهزية مجموعة لتقديم الدعم العسكرى لقوات النيجر فى أى وقت يصعب المهمة على إيكواس ويضعنا أمام مواجهة عالمية ثالثة بالإضافة إلى نيجيريا التى تشهد تنافس داخلي كما أن أغلب عناصرها العسكرية من قبائل الهوسا والتى تشكل الأغلبية السكانية بالنيجر مما يجعل من الصعب بل المستحيل على الإيكواس استخدام نيجيريا فى تهديد النيجر عسكريا حيث رفضت بالفعل السلطات فى نيجيريا طلب الإيكواس بنشر قوات لها بالنيجر.

لتجد مجموعة إيكواس التي تدعمها فرنسا عاجزة عن تنفيذ تهديدها، ضد النيجر، لترد فرنسا خائبة في مسعاها بمشاركة الإيكواس في إعادة الرئيس الموالي لها.. فهل تتوقف الأحداث عند ذلك الحد؟

Exit mobile version