هل عام 2023 سيكون عام انتهاء الأزمات في ليبيا؟ وهل حفتر هو كلمة السر؟

سبعة ملايين نسمة ينتظرون تحقيق حلم بدا مستحيلا، أمام سلطتين ومحاولات لتقسيم بلد يُصمم شعبه على إرساء مؤسسات تنهي حالة الاضطراب الداخلي.. وتضمن الطمأنينة لدول الجوار حيث يقبل الليبيون على العام الجديد يحدوهم أمل في استقرار منشود، فمن يمكن الحل لإنهاء أزمات ذلك البلد؟

منذ شهر فبراير من عام ألفين وإحدى عشر لم ير الليبون استقرارا تحركوا يوما من أجله، فما أن أزاحوا معمر القذافي عن الحكم حتى تحولت احتجاجاتهم ضده إلى مواجهات مسلحة، وكان عام ألفين وأثني عشر الأكثر ألما في ليبيا فرغم تصويت الشعب في أول انتخابات برلمانية منذ رحيل القذافي وقيام المجلس الوطني الانتقالي بتسليم السلطة بشكل رسمي إلى المؤتمر الوطني العام المنتخب والذي تولى تشكيل حكومة ولجنة لصياغة الدستور.. تعرضت البلاد إلى عمليات في طرابلس وبنغازي أربكت استقرارها.
وتعثر تشكيل حكومة للبلاد إلى أن انتخب المؤتمر الوطني العام المحامي الحقوقي علي زيدان رئيس وزراء مكلف. وفي عام ألفين وثلاثة عشر عانت البلاد أوضاعا أمنية صعبة جراء انتشار مجموعات مارقة والخروج عن القانون.
حسم الجيش الليبي الأزمة في ألفين وأربعة عشر من خلال عملية الكرامة، وذلك لتحييد الصراع الدائر على السلطة لم يكن همها إلا الوصول إليها، على أن يتم بعد ذلك تشكيل حكومة وطنية منتخبة.. وفي ذات العام حاولت مجموعة مارقة بمحاولة السيطرة على طرابلس.
ظلت أوضاع ليبيا في حالة اضطراب حتى تم اختيار عبد الحميد الدبيبة رئيسا للحكومة في عام ألفين وواحد وعشرين.. بعد ذلك بعام تم تكليف كلف البرلمان فتحي باشأغا بتشكيل حكومة جديدة ما يعني أن حكومة الدبيبة أصبحت ولايتها هي والعدم سواء..
ظل الدبيبة يمارس سلطته وتورط في تسليم أبو عجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة التي أعادت فتح ملف قضية لوكربي وحاول تسليم عبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبية في عهد القذافي إلا أنه قوبل برفض شعبي واسع النطاق اضطره إلى التراجع.
في تلك الأثناء أطلق الجيش الليبي تحذيرا شديد اللهجة بشأن أطماع الأطياف السياسية متباينة التوجهات ومفاده أنه لن يترك تسليم المواطن الليبي يمر مرور الكرام.. بعد ذلك انزوى الدبيبة وحكومته المنتهية الصلاحية.
مع اقتراب دخول العام الجديد ألفين وثلاثة وعشرين يتحمس الليبيون لإنهاء أزماتهم بعد وعد تلقوه من قائد الجيش المشير خليفة حفتر بإنهاء ما تعانيه البلاد ومحاسبة المتورطين في تسليم مواطنين ليبيين إلى دول أجنبية قاصدا بذلك الولايات المتحدة.

يرتكز الليبيون إلى دور الجيش الليبي المدعوم من أقوى دول الجوار صاحب الرصيد الشعبي الوافر.. فيما جدد رئيسُ المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، التأكيد على أن المجلس يسعى لحل الخلافات بين مجلسيْ النواب والدولة في ليبيا.

وربما تدعم تحركات دول الجوار الليبي والأطراف الإقليمية المؤثرة إرساء الاستقرار في ليبيا التي تعطلت انتخاباتها التي كانت مقررة أواخر عام ألفين واثنين وعشرين وتعطلت عاما بسبب خلافات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة صاحب الصفة الاستشارية حول قانون الانتخابات.

لا زالت طرابلس – حتى الآن – رهن سيطرة عناصر موالية لحكومة الدبيبة المنتهية ولايتها والتي منعت باشأغا من أداء مهامها من طرابلس فقررت قيادة الحكومة من سرت.

Exit mobile version