منذ بناء سد النهضة وهو يعاني من العديد من الأزمات الفنية التي تعرضه للكثير من المخاطر، ربما يكون ذلك السبب الذي جعل إثيوبيا لم تستفيد منه حتى الآن، وهو ما يفند الرواية الإثيوبية حول كونه شريان الحياة لأديس أبابا، خاصة بعد أنباء عن توقف توربينات السد الرئيسية، فماذا حدث ولماذا توقفت تلك التوربينات وهل يُعني ذلك فشل إثيوبيا وانتصار القدر لمصر، هذا ما سنرويه في التالي:
بعد فشل إثيوبيا في توليد الكهرباء من سد النهضة، أعلنت توقف التوربينات الرئيسية للسد، وهو ما دفع العلماء لوضع احتمالات ثلاث وراء تلك الخطوة الإثيوبية المفاجئة.
وقال عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن التوربين الأول بدء العمل في فبراير الماضي وكان تشغيله ضعيفا.
موضحًا، أن المياه التي تمر من أعلى الممر الأوسط لـ سد النهضة كان من المتوقع أن تمر خلال التوربين، وبالتالي يجف الممر الأوسط ويتم استكمال الخرسانة به، ولكن ذلك لم يحدث.
شراقي، أكد أن المياه التي كانت تمر من التوربين ضعيفة جدًا، وهو ما عرقل عملية تشغيله لأكثر من ساعة أو ساعتين فقط في اليوم، ما دفع أديس أبابا لفتح بوابتين لتصريف المياه.
وفي 11 أغسطس الماضي؛ تم فتح التوربين الثاني وتشغيله، ولكن مع ضعف المياه التي تصل إليه هو الآخر؛ لم نر في صور الأقمار الصناعية دلائل على تشغيل التوربينين، بحسب شراقي.
شراقي أوضح أيضًا أن الاحتمال الأكبر في توقف التوربينين، هو أنه في وقت الفيضان؛ تكون المياه محملة بكمية كبيرة من الطمي، وبعض الشوائب، وهذا يعيق عمل التوربين.
لكن أستاذ الموارد المائية، رجح أيضًا أن أسباب فشل عمل التوربينات هو عدم وجود شبكة بنية تحتية للربط الكهربائي لنقل الكهرباء التي تتولد من سد النهضة، حيث يحتاج ذلك إلى إمكانيات كبيرة لعمل شبكة ربط كهربائي كبيرة وقوية، فضلًا عن التكاليف الكبيرة لاتمام ذلك.
وهذا ما جعل إثيوبيا تفكرفي وقت سابق، في تصدير هذه الكهرباء لأنها لا تملك البنية التحتية التي تتحملها، لكن كانت هناك أزمة أخرى تواجه أديس أبابا، أعاقت أيضًا عملية التصدير.
فكان يتطلب ذلك وجود شبكة ربط كهربائي قوية مع جيران إثيوبيا حتى يتم نقل الكهرباء لهم، إلا أن ذلك لم يتوفر لديهم أيضًا.
مرحلة الملء الثالث التي أعلنت عنها إثيوبيا في وقت لاحق، وفرت ما يساوي 17 مليار متر مكعب من المياه ببحيرة سد النهضة، وهي كمية ضعيفة جدًا، مقارنة بما تحتاجه تلك التوربينات للعمل بالشكل الأمثل وبطاقتها القصوى، وفقا للقراشي.
الأمر الذي دفع إثيوبيا لإيقاف عمل تلك التوربينات وإعلان فشل عملية تشغيلهم، وبالتالي فقد فقدت إثيوبيا الاستفادة المنشودة من السد.
تأتي تلك الخطوة تأكيدًا لتحذيرات سابقة من وجود مخاطر فنية وإنسانية تتعلق ببناء سد النهضة، فبرأيك هل فشلت إثيوبيا وانتصر القدر لمصر؟.