كبار قادة دول القارة العجوز حاولوا محاصرته، فالمال الوفير والعتاد الأكبر لم يثنه عن هدفه أو رفض وتغيير محورًا من محاور خطته، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع مواجهة القارة، بل والولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات بأكملها من خلال النفط والغاز الطبيعي، فرغم فرض الجزاءات من الغرب على موسكو، إلا أنه نفذ خطة ظل فيها هو البائع الأكبر للخام بالتعاون مع ليبيا، فما القصة؟
ألغاز وأسرار عمت أجواء المشهد الذي ربما حير الكثيرين على مستوى العالم في خروجه من أي مصيدة يريدون نصبها له حتى لا يستطيع الخروج منها.
فالأمل الأكبر لدى الغرب كان في السيطرة على ما تعده القارة العجوز شريان حياة بالنسبة لها، خصيصًا في فصل الشتاء، فالنفط والغاز الطبيعي يعدان هما الأساس للعيش في ظل البرد القارس بأوروبا.
لكن رغم كل المحاولات لإيقاف نشاط بلاده في الجانبين سواء في الخام، أو حتى بالغاز الطبيعي، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع أن يضع خطة يمرر من خلالها النفط والغاز إلى جميع دول العالم.
بل ومن أمام أعين القادة الكبار للدول الغربية، وحتى المنظمات والمؤسسات التجارية الكبرى على مستوى العالم، وحتى مجموعة دول السبع.
خطة لم يكن أحد يتخيل أن يضع بوتين محاورها دون أن يعترض طريقه أحد، بل والأهم أن تنفذ وفق ما رسمه بالتحديد دون زيادة أو نقصان.
فأسطول الظل رغم أن جميع دول العالم تعلم عنه الكثير من المعلومات، لا سيما في ظل أن بلاد فارس كانت قد استخدمته في سنوات سابقة.
إلا أن بوتين استطاع بأن يمرر السفن والشحنات سواء للنفط أو حتى للغاز إلى الدول المستوردة دون أن يعترض الشحنات أي دولة على مستوى العالم.
فهذا الأسطول يمكن من خلاله إيصال الشحنات إلى كل الدول على مستوى العالم لكن دون أن يسلك الطريق الشرعي الذي فرض عليه فيه الجزاءات الكبرى من الدول الغربية وأمريكا.
خطة أراد منها أن يوصل للعالم بأن موسكو قادرة على تنفيذ وتيسيير كل علاقاتها التجارة ضاربة بكل الجزاءات عرض الحائط؛ لتظهر المفاجأة الكبرى بتعاون دولة عربية تقع في شمال إفريقيا معه.
مكاسب طائلة وارتفاع في الناتج الإجمالي المحلي، فضلًا عن وصول نسبة تصدير موسكو للنفط والغاز إلى ما يقرب من 70% من إنتاجها في 2023، وتحقيقها مكاسب فاقت 11 مليار دولار.
لكن ليبيا كانت هي الحصان الفائز في رهان بوتين على الاستمرار في تنفيذ خطته دون أي اعتراض من الدول الغربية، فكانت ليبيا صاحبة الإنتاج الأكبر للنفط في الدول العربية تمرر شحنات لروسيا من خلالها.
ليس ذلك فحسب بل تتعاون مع موسكو في تصدير الخام واستيراد المكرر، فضلًا عن أنها روسيا حققت من خلالها مكاسب في سوق النفط العالمي تتجاوز 5 مليارات دولار،لكن مهما كان الأمر، فبرأيكم ماذا ترون من تحركات بوتين التي أجهت الجزاءات الغربية على روسيا في سوق التجارة العالمي؟
وهل نجح في مواجهة القارة العجوز وجعلها تحاول الخروج من أزمة نقص موارد الطاقة؟